لم أكن أدري ان لقاءنا يوم السبت، في نقابة الصحافة، في احتفالها بذكرى شهداء الصحافة، سيكون وداعاً.
تقدم مني في البداية نجله الأكبر الدكتور عمر، وكان أمين الأعور الذي غاب عني طويلاً يتقدم بخطوات بطيئة وقد ازداد سمنة بشكل ملحوظ. تعانقنا نحن من فرقت بيننا في البداية الخصومة السياسية، ثم تلاقينا في افياء مشروع لم يتحقق كما كنا نريد ونتمنى لتعزيز الفكرة العربية عبر عمل صحافي مشترك وملتزم.
قال: لقد كرموني هنا في النقابة بين من كرموا ممن مضى على تسجيلهم خمسون سنة.. علماً بأنني بدأت قبل ذلك بكثير.
وبعد تبادل التطمينات عن العائلة والأولاد والاحفاد، قال أمين الأعور: أما أنا فقد نجوت بنفسي، وأما أنت، ساعدك الله، فما زلت عالقاً بها، تعطيها كثيراً وتعطيك قليلاً.
قلت بنبرة من الغبطة: هنيئاً لك.
وتواعدنا على ان نعاود اللقاء فنعرّف الأبناء والأحفاد إلى بعضهم البعض، ثم ودعني وهو يكرر الدعوة للقاء في قرنايل.
وما هذا اللقاء الذي كنا نطلبه يا أبا عمر.