قبل أن يهدأ حزننا على وفيق العجوز جاءنا الخبر المفجع بوفاة شقيقه وزميلنا العريق وجيه العجوز، في أبو ظبي، حيث يعمل ويعيش منذ سنوات طويلة.
ووجيه الذي ترك لبنان وصحافته منذ ربع قرن أو يزيد، لعب دوراً طيباً في تطوير الصحافة في دولة الإمارات، وخصوصا أنها كانت ناشئة حين انضم إلى صفوف العاملين من أجل إطلاقها.
كان همّه الأساسي أن يوفّر لأبنائه فرصة التحصيل العالي، وأن يبعدهم عن مناخ الحرب والانقسامات التي كانت تضرب لبنان وتباعد بين اللبنانيين..
فوجيه مثل شقيقه المرحوم وفيق من الذين تصالحوا مع أنفسهم ومع الغير، وأحبّوا الحياة وأبناء الحياة، وكانوا يجهدون لنشر الفرح… ومن المفارقات أن وجيهاً الذي كان من أركان التحرير في الزميلة »الأنوار«، لم يجد غضاضة في الانضمام إلى »فرقة الأنوار للفنون الشعبية« التي أطلقها أستاذنا الكبير سعيد فريحة في الستينيات، والتي أحيت ذات صيف مهرجانات بعلبك. وكان وجيه فيها بين الأعضاء المجلّين في فن الدبكة.
رحم الله وجيه العجوز، الذي عاش قريباً من الجميع ومات بعيداً ولكن بين أهله وليس في الغربة. وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
} نعت نقابتا الصحافة والمحررين وآل العجوز الزميل المرحوم وجيه سعيد العجوز.
وأعلنت النقابتان في بيان مشترك ان الفقيد »نذر نفسه للصحافة منذ شبابه، وكان من أركان التحرير في جريدة »الأنوار« إلى جانب مؤسسها سعيد فريحة«.
قصد الخليج العربي حيث ساهم في تأسيس الصحافة الخليجية، وبرز في عطائه حتى وافته المنية صباح أمس الخميس.
وقال النقيبان محمد البعلبكي وملحم كرم: »ان من نشيّعه الى مثواه الأخير كان واحدا من أهل الطليعة في العمل الصحافي الدؤوب والوطني الصادق. فما كان مرة للصحافة دور تؤديه إلا كان طليعة من يتصدى للبذل مهما بلغت شدته.
ان وجيه العجوز كان واحدا من الذين محضوا وطنهم كل عناية، ومهنتهم كل إخلاص وكل صدق وكل ممارسة شريفة يزهو بها أخوانه وأسرته.
ووجيه العجوز سيظل بيننا قبسا مضيئا وإطلالة لماعة تخلد منه الوجه الأنيس والخلق العيوف والوطنية النبيلة«.
والفقيد متزوج من السيدة فاطمة بلوط، ورُزق منها خمسة أولاد هم: الدكتور رائد والدكتور زياد ومها ونهاد وزينة.
ويصلى على جثمانه ظهر اليوم الجمعة في جامع المصيطبة حيث يوارى الثرى في جبانة الباشورة.
تقبل التعازي قبل الدفن وبعده والثاني والثالث للنساء في منزل الفقيد الكائن في الزيدانية، شارع الأرمنازي، قرب سينما عايدة، بناية بطرس وبلعة، الطابق الثالث.
والأول والثاني والثالث للرجال في خلية أبي بكر الصديق ما بين صلاتي العصر والمغرب اليوم وغدا وبعده.