جاء الوسام الجديد لمعن بشور متأخراً عن موعده المفترض..
واعترف أنني في حالات كثيرة توقعت أن يختفي معن بشور لنكتشف، بعد حين، أنه نزيل واحد من معتقلات الديموقراطية العربية في المشرق والمغرب… لكن ذكاء هذا الملخّص للطموح إلى الوحدة العربية بنسبه الشخصي، والذي وُلِد ليكون مناضلاً، وفّر له الفرصة ليمرق من خروم الشبك ويواصل مسيرته التي تذكّر بأولئك الرواد الذي نظروا إلى أنفسهم على أنهم الدليل المادي الملموس على إمكان تحقيق الحلم الأغر بتوحيد العرب.
فمعن بشور الذي ولد لأب سوري وأم مغربية وأقام في لبنان حتى انغرس فيه، وكافح في العراق لاستنقاذ راية حزب البعث من التشويه والتمزيق، وبذل جهداً مضنياً لتجميع العروبيين في تونس والجزائر والمغرب وصولاً إلى موريتانيا، ورمّم قاعدة القومية في مصر، وأقام جسوراً متينة مع العروبيين في اليمن..
معن بشور هذا خطر جداً بحيويته الفائقة وحركته الدائبة ووعيه الممتاز وعناده الذي لا يكتفي برفض منطق الهزيمة بل هو يتحداها ويواجهها في عينيها عبر التمسك بحق هذه الأمة في مستقبل يليق بها.
معن بشور نال أخيراً من حكومة العراق تحت الاحتلال الأميركي وساماً هو الترجمة الفعلية لمقولة: شرف لا أدّعيه وتهمة لا أنكرها!
لقد أُدرج اسم معن بشور في قائمة المتهمين بتوفير مساعدات للمقاومين ضد الاحتلال الأميركي في العراق.
ومعن بشور الذي ولد غنياً ويعيش فقيراً، والذي يملأ الدنيا ويشغل الناس بمؤتمراته القومية ولجانه الشعبية وبياناته اليومية وخطاباته وندواته والذي تحسه حزباً في رجل ومحرّكاً هائل القدرات بحيث تمتدّ طاقته إلى كامل بلاد العرب أوطاني ، يستحق أكثر من التضامن: فهو ليس رمزاً لماضي الزمن الجميل، بل انه يحمل بتجربته العريضة بعض أسباب الصمود للصعوبات التي تواجه فكرة العروبة اليوم. ومن هنا فإن حمايته واجب وطني وقومي.
ويا أبا عمر الذي حمايته في الناس: مبروك لك وسامك الجديد!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان