قال الفتى: وماذا تنفعنا البراءة بعد التشهير؟ فردّ الرئيس: أشكر ربك!
حفلـة الـوداع فـي القـاووش.. وريـاض طـه يتصـل معتـذراً ومهنئـاً
… وحان يوم موعد جلسة المحاكمة.
جاء الدركي فوقف عند باب «القاووش» ليصحب مع رفاق له، الصحافيين الثلاثة إلى المحكمة العسكرية.
تجمّع السجناء حول هذا «الثلاثي» الذي وفد عليهم من خارج التوقع، في تظاهرة تشجيع، وتبرّع مَن يؤكّد لهم أنها ستكون الرحلة الأخيرة في الطريق إلى الحرية.
عند الضابط المناوب لمسوا أيضاً تعاطفاً ظاهراً مشفوعاً بالتمني بانتهاء محنتهم.
صعدوا إلى الشاحنة ومعهم دركيان، فانطلقت بهم نحو المحكمة العسكرية في شارع فؤاد الأول… وكان إدوار الأكثر انشراحاً.
تكرّرت الإجراءات: الشرطة العسكرية تتسلمهم من الدركيين، تقودهم إلى غرفة التوقيف، حيث يستقبلهم الموقوفون السابقون إليها بزفة ترحيب بعد أن يتبلغوا من «القدامى» أنهم صحافيون.
لم يطل انتظارهم، فقد جاء الحاجب يصحب الفتى، ومن حوله اثنان من الشرطة العسكرية، ثم اقتيد إدوار ومن بعده توفيق… واستقبلهم أحمد الصغير الذي كان في القفص بالتحية رافعاً يديه المكبلتين بالقيود مع ابتسامة عريضة.
دخلت هيئة المحكمة، واحتل «الرئيس ـ الزعيم» مقعده، واستعد النائب العام بفتح ملف ضخم أمامه… بينما قدّم المحامون أنفسهم مَن منهم عن الصحافيين الثلاثة ومَن منهم عن أحمد الصغير.
جرت الوقائع بسرعة لافتة، ولاحظ الفتى أن الادعاء قد فصل بين الاتهامات الموجهة إلى «اللبناني من أصل جزائري أحمد الصغير جابر» وبين ما هو موجّه إليهم إذ اختلط عليه أمر «التستر» و«الانجرار وراء العاطفة» و«عدم إدراك حجم المسؤولية»… ممّا أسعد محامي الدفاع، فغمزوا موكليهم بما يعني أن الفرج قريب.
قال الرئيس مخاطباً الصحافيين الثلاثة: أريد أن تفهموا أننا لا نحاكمكم لتأييدكم ثورة الجزائر، فكلنا مع تحرر هذه البلاد العربية التي أُنكرت عليها هويتها… لكن صاحبكم هذا استغل صداقتكم لأغراض أخرى.. في أي حال فإن أوضاعكم تختلف عن وضعه، ولن يكون قرار المحكمة حولكم مشابهاً للقرار حوله، وقد ثبتت عليه اتهامات كثيرة. وقد تكون هذه المحنة درساً لكم في المستقبل.
ثم التفت إلى النائب العام قائلاً: إن لم يكن لديك ما تسألهم عنه، فليخرجوا، لكي نتفرّغ لمحاكمة المتهم الأساسي.
ردّ النائب العام: ليس لديّ غير ما قلته في مطالعتي سابقاً.
أشار الرئيس ـ الزعيم فتقدم رجال الشرطة العسكرية لاصطحاب «الثلاثي» إلى غرفة التوقيف مجدداً… وفوجئ الفتى بصوته يعلو بكلمات لم يكن قد فكّر فيها أو اعتزم إطلاقها.. قال: سيدي الرئيس، بعد إذنك، حتى البراءة لم تعد لتنفعنا بعدما خسرنا سمعتنا ومواقع عملنا.
ردّ الرئيس من دون أن ينظر إليه: أشكر ربك، يا ابني، كان يمكن أن تنتهي أوضاعكم إلى ما هو أسوأ… هيا إذهب، مع السلامة!
في الطريق إلى غرفة التحقيق هجم عليه الرفيقان معانقين.. قال إدوار: كيف تجرّأت؟! ألم تنتبه إلى النجوم على كتفيه؟! وقال توفيق ضاحكاً: كنا نعرف أن أباك رقيب في الدرك.. ولم نعرف أنك أعلى رتبة من «زعيم في الجيش».
بعد حوالى الساعة جاء رجال الشرطة العسكرية فصحبوهم، كما في المرات السابقة إلى الشاحنة فسلّموهم إلى دورية الدرك التي تتولى حراستهم، لتعيدهم إلى سجن الرمل، وسط اضطرابهم الشديد، إذ كانوا يفترضون أن ما سمعوه من رئيس المحكمة يعني براءتهم وبالتالي الإفراج عنهم.
هبطوا في باحة سجن الرمل وقد لفّهم قلق عميق… وجاء رقيب ليصحب الفتى إلى مكتب الضابط المناوب حيث وجد والده ينتظره بابتسامة واسعة. قال الأب: هي ساعات من الروتين حتى يحوّل قرار المحكمة بالطرق المألوفة إلى آمرية السجن عبر مرجعيتها الرسمية… وبالتأكيد فلسوف تكونون في الغد أحراراً، فاطمئن وطمئن رفيقيك، وسأذهب الآن إلى أهلك وأصدقائك الذين ينتظرون.
^ في القاووش أبلغ الفتى رفيقيه بما سمع من والده، ثم تولى «الشاويش» شرح التفاصيل، ليختم بالتهنئة، داعياً سائر السجناء إلى تنظيم حفل وداع يليق بهؤلاء الذين تشرّفنا باستقبالهم وسنفرح كثيراً بوداعهم!
انتبه الفتى، فجأة، إلى أن والده لم يشر إلى موضوع «الانفصال» وتدمير دولة الوحدة، مع معرفته بأنه يرى فيه كارثة قومية سيدفع العرب ثمنها غالياً من مستقبلهم. قال لنفسه: لعله لم يرد المشاغبة على الفرح بعودتي إلى الحرية.
مع انطفاء ضوء النهار، دبّت حركة غير طبيعية في القاووش: لبس السجناء «ثياب العيد»، وأخرجوا بعض الآلات الموسيقية الذي عرف لاحقاً أن «السابقين» قد اصطنعوها من «المواد المتيسرة»، فإذا بينها أكثر من دف، وما يشبه العود، وصنوج… وأطلق أحدهم صوته (بعد استئذان الدركي طبعاً) مغنياً بعض ما يحفظ من مواويل، وقام بعض السجناء إلى الرقص، متجنبين الدبكة لأنها تحدث ضجة تصل أصداؤها إلى القاووش المجاور وقد تزعج البعض فيه وتحرج الدركي.
لم يستطع الفتى التخلص من أشجانه، ثم فوجئ به السجناء ينفجر باكياً. صمت الجميع، وعاد كل إلى فراشه، بينما اقترب منه إدوار مواسياً، في حين قال توفيق: يا عنتر.. وماذا كنت ستفعل لو أنك في الخارج؟! جمال عبد الناصر بكل رصيده عجز عن حماية دولته، فلماذا تحمّل نفسك المسؤولية… ولا يهمك، غداً نبني غيرها!
جاء «الشاويش» الذي لم يفهم أسباب هذا التحوّل فقال: بابا بسيطة.. أنا أرمني بلادي كلها طار(ت)، وصرنا لاجئين.. بابا، إضحك. بكره بترجع وحدة.. بس أولادي أنا لا يعرفون أرمينيا! نحن وطننا راح. أنتم في أرضكم. أرضنا طارت. أخذتها تركيا. ملعون أبو أتراك.
نبر أحد السجناء: لا تشتم تركيا. جدي أنا تركي.
قال الشاويش: جدك هو حبيبي… وأنت لبناني، وأنا مثلك.
تدخل السجناء للتهدئة، وأحس الفتى بالذنب، فصار وسيطاً مسموع الكلمة. قال للأرمني: ستغني لنا ونبكي معك.
.. وهكذا كان وتحوّل الحفل إلى ما يشبه «مجلس العزاء» لولا أن توفيق صرخ فجأة: بس! سأغني أنا!
صمت الجميع، فانطلق توفيق يردد بعض أغنيات عمر الزعني، وشارك الجميع في الكورس.. واستمرت الحفلة حتى موعد النوم الإجباري، فأطفئت أنوار القاووش، وصرخ الدركي: كل أيامكم فرح… ناموا!
^ صحا الفرسان الثلاثة باكراً، فحزم كل أمتعته، وأخذ الفتى يجمع الكتب التي جاء بها أو أمدّه بها والده، وإذا بأكثر من سجين يقترب منه طالباً «إعارته» كتاباً منها… ووجد نفسه يدعو كل من يعرف القراءة ويهوى المطالعة أن يختار ما يعجبه من الكتب.
قال توفيق: والله لقد سبقت المبشّرين البروتستانت.
تدخل إدوار قائلاً: عجيب أمرك، إنه يقدم هدية ثمينة لهؤلاء الناس الطيبين الذين استضافونا بكرمهم.
رد توفيق: طابت لك الإقامة هنا. حسناً، ابق إذن مع أصحاب دار الضيافة وسأرسل لك كل يوم غداءً فاخراً.
مرّ الوقت بطيئاً، وجاء موعد النزهة فخرجوا إلى الشرفة يصحبهم القلق. استعادوا الوقائع بالتفصيل الممل، وطلبوا إلى الفتى أن يعيد ما سمعه من والده حرفياً، فأعاده.
قال الشاويش حاسماً النقاش: بابا، أنتم ستتغدون في بيوتكم. اطمئنوا نحن نعرف أكثر منكم.
عادوا إلى القاووش تلفهم غمامة من القلق.
قال توفيق: سأطالب بتعويض إضافي. سأرفع قضيتنا إلى الأمم المتحدة! أين شرعة حقوق الإنسان التي ابتدعها فيلسوفنا شارل مالك؟!
ثم التفت إلى إدوار هاتفاً بنبرة الأمر: أطلب لي العبقري ابن بشمزين في الكورة… أو حتى في نيويورك!
قبل انتصاف النهار، جاء دركي فوقف عند الباب ونادى الفتى فركض نحوه متعجلاً وكاد أن يتعثر… خاطبه عبر الطاقة الصغيرة في قلب الباب: جهّز نفسك!.. سيأتي من يصطحبك إلى مكتب الضابط المناوب.
صرخ الفتى: وماذا عن رفيقيّ؟!
قال الدركي: لا أعرف، بلّغتك ما طلب إليّ إبلاغك به.
اقترب «الشاويش» مهدئاً: حبيبي.. ستخرجون الواحد بعد الآخر.
قال الفتى: ولكنها قضية واحدة وكلنا فيها.
قال الشاويش: هل اعتقلتم في اليوم ذاته؟
هز الفتى رأسه بالنفي، فتابع الشاويش: التقيتم، كما عرفنا منكم في نظارة المحكمة العسكرية. يعني كل واحد وحده، حبيبي.. كمان هون كل واحد وحده. يا الله، ضبّ أغراضك.
قال الفتى: ليس لي ما آخذه معي.. هذا الفراش لأي سجين محتاج، ومعه الشراشف، والكتب سيتوزعها «الرفاق». ليس لديّ غير حقيبة صغيرة بملابس سبق أن ارتديتها، وأخجل أن أتركها لغيري.
التف المساجين جميعاً من حول الفتى يودعونه، بعضهم بالقبلات وقد رطبها شيء من الدمع، وبعض آخر بالتوصية ألا تنسونا، وأنتم في الخارج.. دافعوا عنا، فحتى المخطئ مظلوم! ثم أنكم عشتم أحوالنا البائسة.
صرخ الدركي: هيا بنا.
عانق الفتى زميليه إدوار وتوفيق، فبكى الثلاثة، ثم هتف توفيق: ما لنا نتصرف وكأننا ندخل إلى السجن بينما نحن نخرج إلى الحرية! لقد طابت لنا الإقامة هنا أكثر مما ينبغي.
أما إدوار فقد ودّعه بدموعه وتلويح يديه، ثم عاد إلى فراشه مطرقاً… والأرجح أنه لم يسمع صوت الفتى وهو يقول: سأنتظركما عند الضابط!
قال الشاويش: مع السلامة، بابا.. لا تنتظر أحداً. أهلك ينتظرونك!
فتح الباب، فاندفع الفتى يعانق الدركي الذي بوغت بهذه الالتفاتة، وسعى لتهدئته قائلاً: لا يجوز أن يراك الضباط ورجال الدرك باكياً. أنت رجل، وبعلبكي، ثم أنك صحافي، يعني أستاذ… والأساتذة لا يبكون! غداً تصير هذه الأيام ذكرى من الماضي.
^ وجد والده ينتظره في مكتب الضابط المناوب وقد أضاءت وجهه ابتسامة عريضة. تقدم معانقاً، بينما والده يردد: الحمد لله، الحمد لله.
وانتبه إلى أن الضابط قد أشاح بوجهه وقد غلبه التأثر، ثم عاد يصافحه قائلاً: الحمد لله على السلامة. اعتبرها تجربة، أو درساً سيفيدك في المستقبل.
ودّعاه فأصرّ على أن يرافقهما إلى الباحة، ثم همس للفتى: لو أنك أكثر نفوذاً لكنت أرسلت إلى قاووش الوجهاء، ذاك (وأشار بيده إلى الجهة المقابلة).. هناك تجد سجناء الدرجة الأولى يدخنون السيجار.. وعندهم بار كامل بمشروبات نادرة، والدولارات بيدر!
خرجا من البوابة العظمى حيث كانت تنتظرهما سيارة لصديق الوالد أصرّ على مرافقته لاصطحاب الفتى إلى الحرية.
تنفس الفتى ملء رئتيه، وعاد يحتضن أباه معانقاً… وحين وصلت بهم السيارة إلى المنزل في الشياح وجد المدخل مكتظاً بالأقارب والأصدقاء، أما داخل البيت فقد غرق في حضن أمه، ثم وقف يمسح دموعها، قبل أن يتناوب بعض زملائه في «الأحد» و«الكفاح» وبعض الأصدقاء على احتضانه مهنئين بالسلامة، من دون أن يأتي أحد على الإشارة إلى السجن أو إلى القضية، وإن سمع بعضهم يهمس مستمطراً اللعنات على أحمد الصغير.
قالت والدته بفيض حنانها: حرام عليكم، لعله مثل ابننا بريء… تستحق الجزائر أن نسجن من أجلها، فكيف به هو الجزائري؟
انعقدت حلقة دبكة، وظهرت طبلة كانت مخبأة بعناية، وظهر عازف رباب، ثم انطلق صوت جميل يغني فيطرب، وحاول الأب استعادة صوته الجميل فعجز، في حين اندفعت الأم تطلق زغاريدها، ثم ترافق المغني ببعض تراثها الموروث من أغاني الفرح.
بعد حوالى الساعة قال له والده: لك هاتف، لن تستطيع التحدث هنا، إذهب إلى غرفة النوم لكي تسمع.
كان رياض طه على الطرف الآخر. قال: الحمد لله على سلامتك. أعرف أنك عاتب، بل غاضب، وتعتبر أنني قصّرت، ولكنك ستعذرني عندما تسمع مني. على أي حال، الحمد لله على السلامة وسأراك غداً في الدار.
^ في الليل وبعدما انصرف الجميع التفت العائلة من حوله تستمع إلى التفاصيل التي باتت الآن موضع تندّر. ضحكوا وهو يروي لهم طرائف توفيق ومداعباته لإدوار. وضحكوا وهو يحاول تقليد الشاويش الأرمني.
قرع الجرس فقام واحد من أشقائه ليفتح الباب، ثم عاد ليقول بلهف: إنه فؤاد نصر الدين.
هبّ الجميع مندفعين في اتجاه صالة الاستقبال، وتناوبوا على معانقة هذا «الصديق الغالي» كما وصفه الأب، بينما أصرّت الوالدة على طبع قبلة على جبينه.
قال الأب: لأنني أعرف تاريخ نضالك فسأكتفي بتحيتك وأعلنك أخاً لي وصديقاً كبيراً لعائلتي كما لكل المظلومين في البلد. أعرف أنك لم تفعل مع إبني إلا ما تفعله مع كل من تراه صاحب قضية محقة. مع ذلك اسمح لي أن أحييك بتقدير عظيم.
استعاد الفتى مع فؤاد نصر الدين بعض الوقائع الطريفة التي جرت في نظارة المحكمة العسكرية، وضحك الجميع… ثم استذكر «النقيب» بعض ذكريات اعتقاله المتكرر في قضايا نضالية مشهودة.
قال فؤاد نصر الدين وهو يودع الفتى: نحن أصدقاء منذ ثلاث سنوات أو يزيد، لكن رابطة جديدة تشد واحدنا إلى الآخر الآن: أننا شركاء نضال، وسننظم احتفالاً لنصرة الجزائر وستخطب فيه! سنثبت لهم أن اعتقالهم لم يخفنا.
فوجئ الفتى بأمه تعود إلى احتضان «النقيب» وهي تقول: وسأزغرد في احتفالكم تحية للجزائر. لقد عملت ابنتي وبعض الصديقات في حياكة كنزات للمجاهدين.
عند الباب سأل فؤاد الفتى: متى ستعود إلى عملك؟
قال: لقد اتصل بي رياض طه معتذراً.. ولكنني ما زلت متردداً!
وزمجر فؤاد: تذهب برأس مرفوعة. هم المقصّرون. تطالب بحقوقك جميعها، وأولها أن يعاد اسمك إلى ترويسة المجلة.
قال الفتى: ولكنهم قصّروا.
قاطعه فؤاد نصر الدين: عليك أن تنسى موقتاً تقصيرهم. عليك أن تستعيد اعتبارك بإعادة اسمك إلى المجلة التي أعطيتها الكثير، وهذا رصيد لك عليك أن تحافظ عليه… ثم تقرر على مهل، وبعد أن تهدأ أعصابك، وينتظم تفكيرك، وتستعرض الوضع من جوانبه كافة، وتفاضل بين الخيارات المطروحة.
هز الفتى برأسه موافقاً، فاقترب منه «النقيب» معانقاً، وهمس في أذنه: أبلغت هيفاء بخبر الإفراج عنك، فكادت تزغرد فرحاً، وهي تهديك أرق السلام.. ولسوف تزورك مع شقيقها في مكتبك بعد أن تباشر عملك!
واحتضن الفتى «مرشده» النقيب وعانقه بحرارة وهو يقول: سنلتقي كثيراً، بعد اليوم، ولن نفترق.
مــن أقــوال نســمة
قال لي «نسمة» الذي لم تُعرف له مهنة إلا الحب:
ـ الحب عاصفة تجتاحك فإذا أنت غير مَن كنته، وحين تستعيد وعيك تجد نفسك أكبر وأنضج، لكن الطفل فيك يسرح في داخلك ويبدل في ملامح وجهك وفي لغتك وفي لهجتك.
الحب يعيد استيلادك وقد تطهرت تماماً، فتغفر الإساءات والخصومات، وتسري روحك في الآخرين فتأخذهم إلى أجمل ما فيهم: روحهم!