قهر المرض، مع خيبة الامل من اصلاح النظام، أشرف من تولى السلطة في لبنان: الرئيس سليم الحص.
ومع أن الرئيس الذي يُضرب به المثل في النزاهة ونظافة الكف قد خبر مساوئ النظام ووجوه الخلل فيه، وانحيازه إلى الاغنى والاقوى من اهله، على انه حاول وحاول واحبطت محاولاته مراراً، ولكنه ظل يناضل ضد الفساد والنهب المنظم لموارد الدولة وحقوق الناس عليها، حتى أقعده المرض، فاعتكف في منزله يستقبل بعض الخاصة من اصدقائه، يستمع إلى مواجعهم وحكاياتهم مع الادارة واهل النظام، فيختم اللقاء ببعض الطرائف والنكات “المسيسة” التي تعبر عن رأيه وتطرب سامعيه.
ولقد عُرف الرئيس سليم الحص بأنه “ضمير لبنان”، يعيش في منزل متواضع، كراسيه محدودة، والسجادات التي تغطي ارض مجلسه متآكلة وبها ثقوب تدل على قِدَمها، وتشهد بامتناع صاحبها عن قبول الهدايا و”الشرهات” وعن التباهي بأمجاد اللقب لأنه يفضل الحديث عن الانجازات التي استطاع تمريرها في غفلة من عيون “اهل النظام”.
سلامة قلبك أيها الرئيس النبيل الذي أكد بالمثل الحي أن النزاهة شرط الحكم المنتج، وان الشعب هو المرجعية الشرعية للحكم المنتج، وان الشعب هو المرجعية الشرعية للحكم ومصالحه هي العليا، فمن أهملها او تسبب في نهبها وضياعها وجبت محاسبته ومنع مداخلات النافذين لتبرئته بذريعة انه ليس السارق الوحيد، وان الحرامية الكبار احرار طلقاء يستولون على الوزارات والادارات ويقومون بالجولات في مواكب رسمية للنهب وتأسيس الشركات الوهمية لاستغلال حاجة الناس إلى الخبز مع العدل.
لتكن لك السلامة أيها الرئيس المفرد في تاريخ لبنان السياسي، حماك الله وابقاك مثلاً ومثالاً..