ألقى ناشر »السفير« الزميل طلال سلمان، كلمة خلال حفل الاستقبال بالعيد الثلاثين، الذي أقيم في »بيال«، في ما يلي نصها:
هذا اللقاء ليس احتفالا بعيد، إنها مناسبة لتجديد العهد والعقد بين »السفير« وبين الناس الذين واكبتهم وحاولت صادقة ان ترفع صوتهم ومطامحهم ومطالبهم المحقة، فواكبوها وحموها ووفروا لها فرصة البقاء والاستمرار لثلاثين دهرا او يزيد.
لقد مضى زمن الاعياد، وعلينا الآن أن نناضل ضد الانكسار، وضد الهزيمة الشاملة.
علينا ان نعيد لوطننا الروح بتجديد الحركة الشعبية لاستيلاد حياة سياسية تعكس إرادة هذا الشعب الذي انتصر على الحرب الاهلية بالوحدة، وانتصر على الاحتلال الاسرائيلي بدماء المجاهدين في المقاومة، ثم حرم من ان تكون له دولة في مستوى مطالبه، ولا نقول طموحه.
ولقد جددت »السفير« شعارها الثابت في مضمونه، »صوت الذين لا صوت لهم«، فأعلنتها »لا..« مدوية، لا للغلط، لا للفساد، لا للفلفة الفضائح والتستر على المفسدين، لا لانقسام السلطة على ذاتها بما يضيع حقوق الناس، لا للهدر الذي يحول الدين العام الى كارثة، لا للتمديد للشلل العام الذي يكاد يذهب بدور لبنان والذي يفاقم الازمة الاقتصادية، بكل الكوارث الاجتماعية التي تتسبب فيها. نعم لتجديد الحياة السياسية بالديموقراطية، بحرية الرأي والقول والعمل الحزبي والعمل النقابي.
إن الناس يقولون ونحن نقول معهم: لا لتهديم الجامعة الوطنية وتشريد طلابنا ودفعهم الى الهجرة ليعطوا الغير كفاءتهم طلبا للرزق والعيش الكريم.
إن الناس يقولون ونحن نقول معهم: لا للاحتلال الاسرائيلي ومشاريع التوسع الصهيوني على حساب فلسطين شعبا وأرضا وقضية. لا لاستثارة العنصرية ضد الفلسطينيين في لبنان وسائر الاقطار العربية، فشعارنا المشترك معهم: نعم لحق العودة الذي يسقط التوطين.
إن الناس يقولون ونحن نقول معهم: لا للاحتلال الاميركي للعراق ومشاريع الهيمنة الاميركية المطلقة على المنطقة تحت شعار الاصلاح بال»اف16« و»الأباتشي« (كالتي اغتالت شيخ فلسطين المجاهد أحمد ياسين) والديموقراطية بالدبابة.
لا للفتنة في العراق، التي يراد مدّها لتفتيت كل هذا الوطن العربي من اليمن وحتى رباط الفتح في المغرب.
لا للتسليم بالهزيمة وكأنها قدر.
لا لانطواء لبنان على نفسه وتخليه عن دوره الريادي في تجديد العروبة، وقد كان لنخبة من أبنائه الفضل في إطلاقها وبلورة مشروعها السياسي.
لا للانقلاب على العلاقة مع سوريا، وهي السند والمعين، ولا للتلطي وراء سوريا لتبرير كل تقاعس وكل عجز عن القرار.
لا لتهديد الوحدة الوطنية بالعودة الى استثارة الانقسام الطائفي حول الحصص في مغانم النظام، التي قد تذهب بالوطن.
إن لبنان يستحق أفضل من هذا الواقع المتردي الذي يكاد يخنقنا جميعا.
ومن أجل لبنان الوطن ستواصل »السفير« صمودها، بدعم الشرفاء والناس الطيبين، الذين أمّنوا لها الاستمرار طوال الثلاثين سنة الماضية.
ومن أجل لبنان الوطن ستبقى »السفير« صوت الذين لا صوت لهم.
ومن أجل لبنان الوطن ستبقى »السفير« جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان.
وها هي »السفير« بأسرتها مجتمعة، تحريرا وإدارة وعاملين في مختلف مجالات الانتاج، ومعها المركز العربي للمعلومات الذي نفاخر بأنه الأهم كأرشيف صحافي حديث، مكتمل التجهيز ومميز بشموله،
ها نحن جميعا نحييكم ونشكر لكم التفافكم من حولنا، ونحن نجدد لكم العهد ونقول لكم: كل عام وانتم بخير..
فمعكم وبكم يمكننا الانتصار على الصعوبات.