كان “الفرسان الثلاثة” شلة تجمع الثقافة والظرف والطموح إلى الغد الافضل: توفيق سلطان، رشيد درباس ومحمود طبو. وغالبا ما ينضم إليهم جان عبيد.. في “حمى” عمر كرامي، رحمه الله، بعد تفجير الحوامة الذي أودى بحياة الرئيس الراحل رشيد كرامي.
وفي مأتم الشهيد رشيد كرامي وقفوا جميعاً يتقبلون العزاء، إلى جانب شقيقه عمر كرامي وسائر أفراد الأسرة القليل عديدها.
ولسوف يحافظ توفيق سلطان ورشيد درباس ومحمود طبو على الصداقة، لا تفرق بينهم السياسة ولا اختلاف الآراء.
كان محمود طبو محامياً، درس الحقوق في جامعة القاهرة، ثم صار نائباً عن المنية – شمالي طرابلس.
وكذلك أنهى رشيد درباس دراسة الحقوق ثم عمل محامياً، قبل أن ترفعه كفاءته والمقادير إلى رتبة وزير..
أما توفيق سلطان فقد غادر بيروت، بعد طرابلس، إلى القاهرة، حيث استقر لسنوات مع عائلته، قبل أن يعود في صورة رجل الأعمال، ويتنقل بين بيروت وطرابلس.. ولقد دفعه بعض أصدقائه إلى ترشيح نفسه للإنتخابات النيابية فلم يوفق.
الوحيد الذي نجح في “اقتناص” الوزارة، ومن بعدها النيابة، هو جان عبيد المثقف العميق، الظريف، الأنيس، وقد صار وزيراً للخارجية، وكان يتحلى بشخصية تغري بمصادقيته وملازمته للأخذ عنه.
وها هو القدر يفجع هذه النخبة بخسارة أحد أركانها، محمود طبو، بعدما فقد زوجته التي كانت تشع رقة وذكاء.
رحم الله أبو فراس الذي حفر نجاحه في الصخر، وأعانته زوجته طيلة حياتها، ثم رحلت قبله.. وتركته في رعاية أولاده: فراس ووسام والمحامية جنى.