لم يستطع وباء “كورونا” أن يقتل الربيع. الحياة هي الأقوى.
ضرب الوباء الناس في اربع انحاء الدنيا، غرباً وما بعد الغرب، شرقاً وما بعد الشرق، موقعاً أكثر من مليون ضحية اختطف الموت أكثر من ربعهم في الولايات المتحدة الاميركية اساسا، ثم في مختلف انحاء اوروبا: فرنسا وايطاليا واسبانيا وسويسرا والدانمارك واسوج والنروج، ثم ارتد على الصين التي انطلق منها ليضرب مجدداً … ربما ارضاء للرئيس ترامب الذي رمى الصين بدائه وانسل هارباً!
غير أن الربيع أثبت أنه الأقوى، وهكذا فقد اكتسبت الطبيعة ابهج ثيابها: الاخضر الفاقع، والاخضر الغامق، والبنفسجي والاصفر والوردي، والورد بتشكيلة الوانه المتعددة والمبهرة: الاحمر والاصفر والابيض والخ…
اما في الجو، ومن على قمم الاشجار فقد توالت تغريدات الحساسين والبلابل والشحارير لتختلط بموسيقى خرير المياه وحفيف اوراق الشجر الذي عاد إلى مكانه في اعالي الاغصان ليعطي اسرة لعصافير الدوري التي لا تهدأ اجنتها فترف على الجالسين في فيء شجر الحور والصنوبر تتمتع بجمال الطبيعة، وتمتع الجمهور بزقزقتها المتواترة كأنما من جهاز تسجيل.
في مثل هذا الجو تنعشك الموسيقى وتغريك بالغناء، حتى لو لم يكن صوتك جميلاً.. وتسمع من على البعد من يرتفع صوته بالعتابا وعاللاولالا ويا غزيل يا بو الهبا..
يطنطن المذياع اصداء اصوات الفلاحين وهم يصدحون بأغنياتهم ذات النغم حامل الشجن والتي تطلق في الافراح تيمنا بأيام السعد للعروسين: عريس، عريس، مد الكف واتحنى!
انه الربيع.. وليس للمرض مكان. الفرح في كل مكان، فاغتنم اللحظة واقهر الكورونا وسائر الاوبئة، بمساعدة الشحارير، والحساسين وعا اللالا، وعتابا علي حليحل ودبكة عمر حماده.
انه الربيع. انسىَ كورونا وعش فرح الورد.
عش الحب، والامتع، والابهج.. وهو آخر ما تبقى لنا!