لأن مصر تسكن الوجدان والقلب ومنها ينبع الأمل بالتغيير في اتجاه مستقبل عربي أفضل، يذهب بعضنا بعيداً في حرصه عليها بحيث يرفض أي منظر ضعف أو أي تصرّف أقل من المأمول.
لقد تربى جيلان أو ثلاثة من العرب على أن مصر هي أساس النهوض العربي، وهي قاعدة المشروع القومي، وباتوا يلتفتون إليها كلما اشتد عليهم ضغط اليأس من واقعهم العربي أو من قوى الهيمنة الأجنبية أو من بطش الاحتلال الإسرائيلي.
أمس، في »السفير« نُشرت كتابات لبعض الشبان من ناقصي التجربة والذين تغلب حماستهم على عقولهم، ويغلب تمنيهم على رؤيتهم للواقع وأسباب الضعف فيه…
لقد كتبوا بعواطفهم، فشطت بهم، وأساءوا من حيث لا يقصدون إلى صورة »الدولة« في مصر، وبعض مؤسساتها، في حين كانوا يريدون التنبيه إلى أخطاء وتصرفات مسيئة إلى »مصر« كما يريدونها وكما يتمنون أن تكون.
لعلهم كانوا أشبه بمن يلوم »أمه« لأنه افتقد وجودها حيث كان يحتاج اليها .. أو لأنه رآها ناقصة الهندام بينما »الغريب« في الدار..
في أي حال، يهم »السفير« أن تؤكد أنها لم تقصد الإساءة إلى مصر، وإذا كانت بعض العبارات قد أساءت إلى هذه أو تلك من مؤسسات الدولة فليس المقصود الطعن بها بل التنبيه إلى أخطاء تؤذي مصر بقدر ما تؤذي محبيها من أهلها العرب.. خارج حدود كيانها السياسي.