أيها الاخوة والاخوات من منظمي هذا اللقاء لمناسبة الذكرى الثلاثين لتغييب الفنان المبدع ـ الصديق والرفيق والشريك في صنع مجد “السفير” ناجي العلي.
يؤسفني، بل يحزنني أن تمنعني وعكة صحية ألمت بي على غير توقع عن الانضمام اليكم للمشاركة في هذه المناسبة العزيزة على قلبي، كما على قلوبكم، تحية لرفيق عمر كنا نتابع ابداعاته وكـأنها حداء للثوار، ودليل يأخذ إلى فلسطين، وريشة كأنها رشاش بل مدفع لا يتوقف عن صب حممه على العدو الاسرائيلي، كما على حلفائه بل شركائه من الحكام المتخاذلين، باعة الاوطان، عبيد الاحتلال والاستعمار والهيمنة الاجنبية، أية هيمنة وكل هيمنة.
إن ناجي العلي مبدع لا شبيه له ولا مثيل..
انه أهدأ مما يجب في مشيته، في سلوكه، في صوته، في اغلاقه الباب على نفسه وهو يفكر وينحت مأساة جيلنا، ومن سبقه او لحق به، يهوم مع دخان سكائره، وينحني على حنظلته كأم تحنو على وحيدها ـ بطلها ـ أملها ـ مثلِها الأعلى، فيحاوره صامتا، وينطقه الموقف المبهر بغير كلام.
بضعة خطوط هي لكن الفكرة جليلة، مهيبة، عظيمة، تجعلك تتأملها صامتاً. السخرية فيها تأخذك إلى ضحك كالبكاء، والبساطة فيها تجعلك تؤمن أن الثرثرة الخطابية تضيع الموضوع، بل القضية. وان القضية عظيمة وجليلة بحيث أن خطين او ثلاثة تكفي لسرد تاريخها المأساوي الطويل. الحقيقة لا تحتاج إلى حبال من النور ومكبرات الصوت. الايمان اقوى من ذلك كله.
أيها الاخوة
اعرف أن الكلام في غياب الشهيد المغدور ثرثرة.
لقد كان ناجي العلي يمشي، طول عمره، نحو الشهادة.. نحو فلسطين.
ولكن المحزن، بل المؤسف، بل المخزي أن يُغتال ناجي العلي في ارض بعيدة، وان تحوم الشبهات حول بعض من سقط على طريق النضال، فساعد على تبرئة العدو الاسرائيلي.
على أن حنظلة باقٍ وهو الحادي والدليل إلى فلسطين التي كانت وستبقى الهوية باسم ناجي العلي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة القيت ضمن فعاليات مهرجان الذكرى الثلاثون لاستشهاد ناجي العلي في النبطية 29 آب 2017