ليست مجاملة، وليست مبالغة أن نصف محمد الحوت بأنه نموذج للنجاح الذي يحققه طيرانا بأسرع من طائرات شركة طيران الشرق الاوسط.
لقد احيا “ابن بيروت البار” مطار بيروت، بعد ذبول، وجعل ارزة طائراته تحلق وتطير وتغط في أكثر من سبعين مطاراً، وجدد شباب الاسطول الذي ورثه عن اسلافه ضعيف القدرات، مثقلاً بالأعباء، قليل الطائرات والمحطات.
جدد محمد الحوت شباب الشركة العريقة التي اسسها بعض الرواد، ومنهم الرئيس الراحل صائب سلام، وتعاقب على مجلس ادارتها مميزون بدأبهم وسهرهم أبرزهم الشيخ نجيب علم الدين والرجل الذي أعطى الشركة أكثر مما اعطى بيته الراحل ابو علي سليم سلام، فحماها من زعران السلاح وزعران المال الحرام، وحفظها أمانة وطنية في قلب دهر الحرب التي لم توفر مؤسسة او ادارة او بيتا او مدرسة الا ودمرتها.
ومن حق جيل الشباب أن يفخر بمحمد الحوت، الذي اختاره مصرف لبنان، بعد أن وضع يده على الشركة حاملة راية الوطن، فانتدبه لإنقاذ هذ الشركة الرائدة التي كانت تعيش ظروفاً قاسية.
كان التحدي خطيراً، لكن محمد الحوت نجح بتفوق، فلم يكتف بضخ الحياة في شرايين هذه المؤسسة العريقة، بل انه دفع بها إلى الامام، ثم إلى الامام، ومكنها من الصمود لتحدي شركات الطيران الكبرى، عربية ودولية، وزاد قدراتها، ليس بالطائرات العملاقة فحسب بل بالطيارين الاكفاء واطقم المضيفات والمضيفين الشبان وبالغي التهذيب.
..ولقد كان بين مكافآت محمد الحوت أن صار ابنه عبد الرحمن طياراً، والثاني على الطريق.
أمس، وفي الاحتفال الباهر بافتتاح مركز التدريب والمؤتمرات الذي بنته شركة طيران الشرق الاوسط، على احدث طراز، ليكون مركزاً للمؤتمرات الدولية ولتدريب الطيارين والفنيين، وأعطته اسم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، اثبت محمد الحوت انه رجل الانجاز.. ورافع راية لبنان في السموات السبع.