من حق رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي أن تتباهى بالإنجاز التاريخي للإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، قبل مائة عام تماماً، حين أعطى وزير خارجيتها اللورد آرثر جيمس بلفور الحركة الصهيونية “وعده” الشهير بإقامة دولة اسرائيل على ارض فلسطين.
من حقها، طبعاً، أن تقول انها تفخر، حتما، بوعد بلفور، وترى فيه انجازا تاريخيا.
وكيف لا يكون ذلك من حقها طالما أن العرب قد تفرقوا حتى غدوا اشتاتاً متناحرة، وان الفلسطينيين قد اغتالوا وحدتهم وصاروا فصائل متصارعة على “السلطة” التي يملكها المحتل الاسرائيلي بالكامل، ارضاً وبحراً وجواً؟!
ولقد شاخت القيادات العربية الحاكمة فنسيت وعد بلفور، ونسيت معه نتائجه السياسية وثمرته العملية: الكيان الاسرائيلي أي بأنه قد انتصر ليس على الفلسطينيين وحدهم، بل على العرب جميعاً، وكل من اقر من دول العالم بحق شعب الارض المقدسة بإقامة دولته فوقها، وهي التي كانت دائماً أرضه، عبر التاريخ.
ما كانت “ماي” ترفع سترها لو أن في هذي الجموع رجالاً!
Hasna Reda Mikdashi
أكتوبر 29, 2017تحية وتقدير الى الأستاذ طلال سلمان
في مقاله اليوم حول تقاعس الرؤساء والملوك في الوطن العربي من اتخاذ موقف قومي من وعد بلفور يصفهم بانعدام الرجولة
ونحن في زمن الجندر لم تعد كلمة انعدام الرجولة تكفي للدلالة المطلوبة
كيف يصف رئيسة وزراء بريطانيا اذن؟ هل هي من الرجال؟