مع حكومة او من دون حكومة تزداد الازمة المعيشية حدة ويعجز متوسطو الدخل الوفاء بالتزاماتهم (ايجار البيت، مصروف العائلة والنقليات)، فاذا الراتب قد ذاب واذا المديونية قد تعاظمت..
شهراً بعد شهر، يجتهد المواطن في ضغط مصاريفه والاستغناء عما يراه الغير من الكماليات.. ومع ذلك تذوب المائة ألف ليرة بين يديه، وهو بعد لم يشتر كل ما يحتاج لتموين البيت ما يكفي لشهر واحد يبدو الآن طويلاً جداً.
يدقق المواطن في وجوه المسؤولين، رؤساءً ونواباً ووزراء ومديرين، فيرى الابتسامات عريضة على وجوههم، ثم ينتبه إلى انهم يظهرون كل يوم ببزة جديدة وربطة عنق فاخرة ولا تباع الا بالدولار وفي محلات لا يقصدها الا عليةْ القوم.
الرؤساء مشغولون بالانتخابات الاميركية، وفي ضوء نتائجها وركوب الفائز فيها سيارته إلى البيت الابيض يبدل الله الأحوال وقد يصل إلى البيت الابيض من يقفل الباب في وجه المطبعين، الذين يتعجلون الانفتاح على اسرائيل لكي يفيدوا من خبرة اليهود في مضاعفة رساميلهم عبر الاتجار بما ينصح به اليهود لانهم “ملوك السوق”… وها هي الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الاميركية تؤكد مهارتهم في إقناع الفائز بالرئاسة بأنهم هم من أمنَ له الفوز، فيما يحيط آخرون منهم بالمرشح الخاسر لتقريعه الى عدم الالتزام بتوصياتهم ونصائحهم.
يقول اليهود انهم لا يخسرون ابداً، وأنهم لا يلعبون فيراهنون على حصان واحد بل يراهنون على الحصانين المتقدمين، وقبل يوم واحد، ومع فجر الغد الرئاسي يحسمون امرهم فاذا من انتخبوا هو الفائز الذي سيقيم في البيت الابيض اربع سنوات كاملة واذا هم إلى جانبه يتقبلون التهاني… والأهم انهم سوف يتمكنون من “المساعدة” على اختيار المستشارين والوزراء، وتحديد من سيوقع من ملوك العرب وامرائهم الصلح مع العدو الاسرائيلي .. مع الاعتذار..