يمكن التسجيل بل التنويه بالدور اللبناني في مجلس الأمن الذي نجح في تحقيق الإجماع الصعب بين الوفود العربية لاتخاذ موقف موحد من السلاح النووي الإسرائيلي، عبر الإصرار على جعل «الشرق الأوسط» منطقة خالية من السلاح النووي.
لقد نجح السفير الدكتور نواف سلام في تحقيق الإجماع الصعب عبر التشديد على الخطر الإسرائيلي، الذي لا تجوز مقارنته باحتمالات تطوير الاستخدامات الإيرانية لمفاعلاتها النووية.
كان العرب واحداً في مواجهة إسرائيل وسلاحها النووي الذي تكشفت حقائق كثيرة عنه عبر ما نشر من وثائق حول تعاونها مع النظام العنصري في جنوب أفريقيا، قبل انهياره (في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات).
وبرغم أجواء التهويل التي ينشرها الوفد الأميركي في مجلس الأمن، عشية طرح المشروع الأميركي لفرض المزيد من العقوبات على إيران بذريعة برنامجها النووي، فقد كان واضحاً أن معظم الدول العربية غير متحمسة للتصويت معه… وقد لعب لبنان دوراً ملحوظاً في التنبيه إلى محاذير الاندفاع وراء «التهييج» الأميركي المقصود لأغراض سياسية، وأن مشروع التوافق الذي توصل إليه رئيسا تركيا والبرازيل مع إيران يمكن أن يكون هو المخرج الأنسب، خصوصاً وأن الدولتين صديقان كبيران للعرب… وهو قد دعا أعضاء مجلس الأمن جميعاً إلى التعامل معه بإيجابية.
ولقد كان «الرئيس» نواف سلام بموقفه الواضح يعبر عن التزام الحكومة النصوص المعتمدة في بيانها الوزاري، ومبادئ التوافق الوطني التي تحكم مسيرة الحكم في لبنان، ومن ضمنها أيضاً حماية العلاقات اللبنانية ـ السورية من أي تشويش لا يخدم مصالحهما المشتركة… لا سيما أن الرئيس سعد الحريري كان حريصاً على تنسيق المواقف مع دمشق عشية توجهه إلى نيويورك لترؤس واحدة من جلسات مجلس الأمن.
وها هو الشهر الصعب يمضي ليس فقط بلا خسائر بل وبأرباح سياسية مقبولة، خصوصاً أن لبنان أثبت حضوره في كل القضايا التي تهم شعوب المنطقة، عرباً وأفارقة وآسيويين.
«ط. س»
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان