• الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
على الطريق :: طلال سلمان
على الطريق :: طلال سلمان
  • الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
ضيوف الموقع

لبنان المئة عام… غير مأسوف عليه

نصري الصايغ
ضيوف الموقع
Posted on سبتمبر 1, 2020

Share

لا وقت لوداع لبنان. مئة عام من التاريخ تساوي مأساة. ليس في ما مضى ما يفيدنا. تجربة فاشلة، كيان فاشل، دولة فاشلة، شعوب فاشلة. يستحسن ألا نتفاءل بالآتي ولا يليق أبداً أن نحتفل بجثة “وطن”. لم يبق من “الحلم اللبناني” ومن “الريادة اللبنانية”، ومن “المعجزة اللبنانية” ومن… ومن… غير الركام وما تبقى من وهم الكلمات… لبنان هذا عاش معتلاً. لم يكن قابلاً للحياة مئة عام كاوية. المدائح التي صيغت في التغزل بلبنان، كالقحباء التي تحاضر في العفاف. ما قيل فيه لا ينتسب إليه أبداً.

ليس تشفياً من لبنان أبداً. كان من الأفضل أن يشق طريقه ليصير وطناً، وشعباً، وثقافة، وعطاء، ونجاحاً، وحكماً، وقضاء، واقتصاداً، وتربية، وبيئة، وسياسة ومستقبلاً… لقد خاننا هذا الكيان الفريد. لقد امتهن الارتكاب إلى درجة أنه كان بحاجة دائمة إلى من يعالجه من الخارج. ولا مرة كان لبنان مستقلاً، سيداً، حراً وعادلاً.

العلة في الأساس. ولادته حملت إرث الزنى الطائفي. لم يكن ابناً شرعيا. لقيطاً كان. يحمل إرث القائمقاميتين. قيل: فليكن “لبنان الكبير” كياناً للموارنة. الولادة ناقصة. بحاجة إلى إثنين. أضيف إليه المسلمون. حضر السنة وطالبوا بحصة. أعطوا أقل منها. الدروز ورثوا ما كان لهم إلا قليلاً. الشيعة تم تغييبهم …هكذا ولد لبنان. إنه للطوائف بحصص غير متوازنة ومجحفة. الموارنة اولاً، السنة خامساً، الدروز: سابعاً، الشيعة أخيراً. قسمة فتنوية واندلعت مذاك معارك المحاصصة. فلبنان ليس دولة واحدة أبداً.

هو مجموعة دويلات، ولكل دويلة طائفة، ولكل طائفة حماية، ولكل مناسبة خلاف… اخترعوا ميثاقاً وطنياً بحاجة إلى حراسة دائمة من طعنات الطوائف المغلوبة أو الغاضبة.

مئة عام من الفشل. فماذا بعد؟ هل يمكن إعلان موت لبنان؟

لا شماتة البتة. لبنان الراهن لا يُطاق. صار كيانا هجيناً وهمجياً. بحاجة إلى عناية فائقة. برعايات ووصايات دولية وعربية، وإلى تلبية القوى الخارجية المتعادية… نتجرأ على القول، لبنان اللبناني، لم يكن لبنانياً إلا نادراً. إن كيانا مُعاداً لأعداء في الداخل والخارج. هو موقع لإقدام الآخرين. ولا مرة كان مستقلاً عن… كان معتلَّاً ومنقسماً ومفتنوناً بلعبة الدم. حروبه، ليست حروباً تخصه. هي حروب لحساب الآخرين. لم يكن ذلك غريباً. فلبنان مأزوم الولادة، منذ البداية، يعيش في بيئة مأزومة، ومحيط مأزوم ووسط الأشقاء الأعداء، وعلى فوهة من الجبهات المتاخمة لدولة الاغتصاب الصهيوني… حاول لبنان أن ينأى، فانفجر. حاول أن يتغيب، فحضرت القضية كلها. حاول أن يساهم، فانقسم وما زال.

نصوصه غير صالحة للاستعمال، لذا، لا دولة ولا سيادة ولا استقلال.  حكمه سليل خبراء الصفقات والتسويات. إذا اختلت التسوية. سالت دماء واستحضر “الأشقاء” والأعداء معاً. صار لبنان أرض نزال القضايا. نسينا حروبه؟ لا. تناسينا. إنها محفوظة عن ظهر قلب. لكل طائفة فلسفتها السياسية وميولها العابرة للحدود. فنحن لبنانيون قليلاً جداً. وغربيون بنسبة عالية، وسوريون في مرحلة مأزومة، وناصريون من قبل، وفلسطينيون من بعد، وكل صاحب مال دائماً، في دول الخليج المتعادي.

لبنان هو الابن الشرعي لكل هذا الزمن. ولا مرة كان لبنان لبنانيا. حتى ولا مرة كان محايداً. حتى ولا مرة كان ممتثلاً للميثاق الوطني. لبنان ذو وجه عربي؟ لبنان مثل اقنعة البربارة.

هو ابن الخطيئة السياسية الأولى. وليد لقيط. شعبه متشعب الولاءات، ومضاد للنشيد الوطني، فليس أحد يدعي أن “كلنا للوطن، للعلى للعلم”. تحت مخدة اللبناني كتاب مرجعي، يعود اليه في أحلامه ويقظته.

العلة الكبرى، أن لا احد اقتنع أن لبنان ليس رسائل ولا رسالة. بل صندوق بريد لرسائل الآخرين.

أما بعد… ولأن لبنان هذا هو كذلك. فلقد كان نظامه وحكمه وسياسته لا تمت إلى الدولة وموجباتها بصلة. فلبنان النظام كان كارثة. كل مؤسساته ووزاراته وحكوماته خاضعة للمحاصصة. وهذا أمر طبيعي جداً ومنطقي جداً. في دولة ليست لأحد وحده، اي لشعبه. لذا، كان الفساد هو القاعدة.

لبنان، فساد منظم وليس نظاماً فاسداً. النظام الفاسد يمكن اصلاحه، أما الفساد المنظم، قاعدة الحكم في الدولة، فلا شفاء منه. فدين الدولة الفساد. والفساد ماروني وسني وشعيي ودرزي و…و… إلى أصغر طائفة في لبنان. لذا، ولا مرة كان لبنان وطناً. كان سوقاً للبيع والشراء والمقايضة والعراك والإنهاك.

مئة عام من العنف والدجل والسرقة والنهب وانعدام كامل للحق، وقضاء مغمض العينين على الفواحش المالية والسياسية .

ترى: أين ينام الموتى؟ أين سينام اللبنانيون؟ هل يرزقون كياناً سياسياً مدنياً، ديموقراطياً، فيه قضاء ومحاسبة وولاء لقضايا عادلة، داخلياً وخارجياً؟

يصعب ذلك، لذا، فليتغمده الله بوافر غضبه. سنبقى أيتاماً بانتظار وطن يكون أماً لجميع أبنائه.

أخيراً. متى تشرق الشمس علينا؟ حتى يموت هذا الميت نهائياً.

مشاركة

Facebook
fb-share-icon
Twitter
Tweet
Pinterest
WhatsApp
لبنان المئة عام… غير مأسوف عليه

previously

رحلات جوية بين دول… طائرة؟
لبنان المئة عام… غير مأسوف عليه

up next

من سعد إلى حسان.. فإلى مصطفى أديب حتى لا يعود ماكرون.. مجدداً!

ما رأيك؟ إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 Comments
  • Abdallah Naaman
    سبتمبر 7, 2020

    Mon cher Nasri, kalâmuka hafrun wa tanzîl. al-ajdaru bihi an yuhfara fil qulûb. tahiyyati laka min Bâriz. Rubbamanasaytani, amma ana flan ansa kalamaka al-nader wa sayfaka al-maslûl ! Tahiyyati li kabîrina Talal

    Reply
  • Fatme
    سبتمبر 6, 2020

    صدقت في كل كلمة. مقالك سوداوي لكنه حقيقي واقعي للاسف لطالما تغنينا بلبنان وفي القلب غصة ان يكون كما نتمنا لكن لا يوجد وطنية ولا مواطنة في لبنان
    هل علينا ان نستسلم ان نفقد الامل لا اعتقد
    لا تقنطوا من رحمة الله

    Reply
  • عالية جميل
    سبتمبر 2, 2020

    مقال الاستاذ نصري الصائغ ، مدهش ، موجع ، يكرمش الروح ، ويجعد القلب ، شكرا له وللسفير سفيرة لم تخيب يوما اوجاعنا

    Reply

بحث

النشرة البريدية




أحدث المقالات

  • ايها اللبناني: لست انسانا بعد
  • ضرورة الحرب من أجل السلام
  • من يستطيع نزع سلاح المقاومة وقولوا لنا كيف؟
  • داخل الفرن!
  • الإرهاب الامبراطوري غذائي وأمني وثقافي

الأرشيف

  • يوليو 2022 (2)
  • يونيو 2022 (13)
  • مايو 2022 (15)
  • أبريل 2022 (21)
  • مارس 2022 (14)
  • فبراير 2022 (15)
  • يناير 2022 (21)
  • ديسمبر 2021 (20)
  • نوفمبر 2021 (1)
  • أكتوبر 2021 (22)
  • سبتمبر 2021 (26)
  • أغسطس 2021 (18)
  • يوليو 2021 (19)
  • يونيو 2021 (20)
  • مايو 2021 (18)
  • أبريل 2021 (21)
  • مارس 2021 (23)
  • فبراير 2021 (29)
  • يناير 2021 (35)
  • ديسمبر 2020 (28)
  • نوفمبر 2020 (38)
  • أكتوبر 2020 (33)
  • سبتمبر 2020 (43)
  • أغسطس 2020 (42)
  • يوليو 2020 (43)
  • يونيو 2020 (44)
  • مايو 2020 (73)
  • أبريل 2020 (82)
  • مارس 2020 (62)
  • فبراير 2020 (43)
  • يناير 2020 (49)
  • ديسمبر 2019 (57)
  • نوفمبر 2019 (61)
  • أكتوبر 2019 (88)
  • سبتمبر 2019 (60)
  • أغسطس 2019 (62)
  • يوليو 2019 (76)
  • يونيو 2019 (62)
  • مايو 2019 (54)
  • أبريل 2019 (48)
  • مارس 2019 (46)
  • فبراير 2019 (46)
  • يناير 2019 (50)
  • ديسمبر 2018 (47)
  • نوفمبر 2018 (53)
  • أكتوبر 2018 (49)
  • سبتمبر 2018 (37)
  • أغسطس 2018 (67)
  • يوليو 2018 (71)
  • يونيو 2018 (58)
  • مايو 2018 (55)
  • أبريل 2018 (51)
  • مارس 2018 (50)
  • فبراير 2018 (46)
  • يناير 2018 (50)
  • ديسمبر 2017 (49)
  • نوفمبر 2017 (48)
  • أكتوبر 2017 (61)
  • سبتمبر 2017 (52)
  • أغسطس 2017 (59)
  • يوليو 2017 (67)
  • يونيو 2017 (46)
  • مايو 2017 (54)
  • أبريل 2017 (60)
  • مارس 2017 (74)
  • فبراير 2017 (31)
  • يناير 2017 (8)
  • ديسمبر 2016 (6)
  • يوليو 2016 (1)

تغريدات

Tweets by talalsalman

© 2018 جميع الحقوق محفوظة - طلال سلمان