لن تكون دار نقابة الصحافة اللبنانية غداً ما كانته، بالأمس، بعد أن غاب عنها ملاكها الحارس كمال اسبر الغريب.
كان حضوره هادئاً هدوء الدماثة والود والمعرفة العريقة بالمكان وحرمته والمكانة الخاصة التي للصحافة في لبنان التي عاش لها ومنها، وعمل في مواقعها المختلفة ودخل السجن وهو يقاتل دفاعاً عما كان يعتقد انه الحق، كما انه واجبه المهني والسياسي والوطني الى حد كبير.
ولأنه كان الملاك الحارس فلقد كان حاضراً باستمرار، إن غاب النقيب ناب عنه، وإن جاء من يريد عرض قضية قدم مطلبه وكأنه فيه… وكان يتفقد أعضاء النقابة جميعاً ويطمئن عليهم، فإن سمع عن اثنين اختلفا تبرع بوقته ودماثته من أجل إعادة الوئام إلى علاقتهما باسم رفقة السلاح.
غداً ستفتقد النقابة ملاكها الحارس، وسيفتقد الزملاء من أعضاء مجلسها هذا الإنسان الطيب الذي كان قد اتخذ من النقابة داره ومنزله ومحجته.
رحم الله كمال اسبر الغريب، والعزاء للنقابة والنقيب خصوصاً ولكل حامل قلم يعيش له وبه ومنه في لبنان والمهاجر، وسائر الدنيا العربية.
ط. س