لأن رشيد كرامي ما زال قوياً بحضوره، كرجل دولة وكقائد وطني جمع بين صلابة الموقف وحكمة الاعتدال، فإن خصوم كل ما مثله هذا الرجل الذي جاء إلى الحكم من طرابلس الشام، وحمى لبنان من التقسيم وحفظ ما استطاع استنقاذه من دولته، فإن الذين اغتالوه أول مرة، حاولوا ويحاولون اغتياله مرة ثانية، وقد أمدهم العفو الخاص بالقدرة على تحدي الناس ليس فقط في عواطفهم، بل أساساً في بديهيات موقفهم الوطني.
وكما أصاب الاغتيال الأول لبنان في حاضره، فإن الاغتيال الثاني يستهدف لبنان في هويته وفي دوره لاغتيال مستقبله..
ولقد اكتملت المأساة فصولاً باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم بمحاولة استثمار هذا الاغتيال لاستيلاد لبنان آخر مختلف إلى حد التناقض مع لبنان الذي يريده شعبه.
تحية لرشيد كرامي شهيداً، أترك مساحة الافتتاحية لوصيته، يقدمها رفيق دربه وأمين سره عمر مسيكة.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان