كلما تفاقمت خطورة التراجع العربي إلى ما خلف الهزيمة والانزلاق إلى التقسيم على أساس ديني أو طائفي أو مذهبي أو عرقي، وهي الشعوب التي كانت موحدة بالإيمان بأرضها وبربها، عبر أديانها، اكتسب الاحتلال الإسرائيلي تحت مظلة الهيمنة الأميركية مزيداً من “مشروعية القوة” في السيطرة على الأرض والقرار والمستقبل العربي ..
بالمقابل يتعاظم صمود الشعب العربي، في فلسطين.. وحتى السجناء والمعتقلون وسائر المظلومين من أبنائه يتبدون أقوى من حكام العرب مجتمعين حتى وهم في سجون المحتل.
انهم يقاومون بصيامهم في السجن، أياماً تكاد تجاوز الشهر، بينما حكامهم يقيمون مآدب الحفاوة الفاخرة للداعم الأساسي للاحتلال الإسرائيلي لأرضهم..
رجالهم، أطفالهم، فتيتهم، نساؤهم، صباياهم، جميعاً في المقاومة: بالخنجر، بالحجر، بالدهس، بالصيام وبالمواجهة المفتوحة
انهم يحاولون تعويض غياب اخوانهم العرب عن الوعي، وليس فقط عن نجدتهم.
أن هؤلاء الرجال الرجال، المقاومين، نساء وفتية وصبايا بعمر الورد، هم الذين يكتبون الغد العربي، وليس أولئك السلاطين الذين يبيعون دينهم وأرضهم المقدسة ومستقبلهم إلى العدو الاستعماري، محتلاً مقيماً، أو محتلاً بالقوة الكونية، كما الولايات المتحدة الأميركية.
ولقد ثبت أن الماء والملح أكثر فعلاً وتأثيراً من المآدب الملكية بالخرفان والحبش وطيور الرهى والحمام.
عاشت فلسطين لأهلها .. حتى الذين ينكرونها الآن ويتركونها لمصيرها في قبضة الاحتلال الإسرائيلي معززاً بالدعم الأميركي الذي يدفع كلفته أهلهم العرب.
وجميل أن يكون الرئيس الأميركي ترامب قد أخر جولته في المنطقة حتى لا تتزامن مع تاريخ الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.