• الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
على الطريق :: طلال سلمان
على الطريق :: طلال سلمان
  • الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
هوامش

عن صموئيل وعفاف… وصولاً إلى المبدع آدم حنين

طلال سلمان
هوامش
Posted on مايو 27, 2020يونيو 1, 2020

Share

التقيت آدم حنين أول مرة في «دارة أشجان المحبين» التي كانت ترعاها السيدة بدر حمادة ويستجلب زبائنَها زوجُها رسامُ الكاريكاتور بهجت عثمان أو «بهاجيجو» الذي لا تموت ابتساماته المنثورة على مساحة ما بين المحيط والخليج، انطلاقاً من مجلة «صباح الخير» ومعها «روز اليوسف» بقيادة احمد بهاء الدين وإشراف إحسان عبد القدوس، وصولاً إلى مجلة «المصور» في دار الهلال، فإلى مجلات الأطفال في الكويت ثم في أبو ظبي مروراً ببعض المجلات في بيروت.

كان آدم حنين يعيش قصة حب مضنية مع من ستغدو شريكة عمره ورافعة نجاحه عفاف، وهي شقيقة الكاتب المبدع علاء الديب… والسبب اختلاف الدين، فآدم ـ واسمه الأصلي صموئيل هنري ـ قبطي أصيل. وقد عرفت فصادقت شقيقه الأصغر الذي استمد اسمه من رقته المهندس «نسيم هنري»، وكذلك شقيقه الأكبر «عريان هنري»، وكان تاجراً في خان الخليلي.

في «دارة أشجان المحبين» كانت بدر حمادة تستقبل صموئيل لتمسح دموعه، وتسعى لترتيب لقاء له مع المرأة التي أحب، بإذن خاص من شقيقها الذي كان يكتب مسيرة تقدمه كروائي. وكان الرسول الأمين «نسيم» هو مهندس المواعيد.

كان آدم حنين يحفر في صخر الغرانيت مسيرة نجاحه إلى القمة كنحات، وسط مواكبة زملائه في كلية الفنون الجميلة… وذات يوم قرر أن يبني بيتا في الحرانية، في سفح أهرامات الجيزة، ملتحقا برمسيس ويصا الذي كان قد أقام مصنعاً لسجاد الأطفال، إذ كان يأتي بمجموعات من الفتية والفتيات فيوفر لهم الصوف والقطن وألوان الصباغ ويترك لهم أن يحيكوا السجاد برؤاهم وأخيلتهم والألوان التي يختارون.

بنى آدم بيته عائداً إلى الطبيعة، وإلى المواد الأولية التي كان يستخدمها الأجداد، مبتعداً عن الأسمنت والحديد، ركز على الطين والقصب والأخشاب.

ولقد ذهبنا إليه في موكب جماعي يوم الخامس من حزيران 1968 لنحيي ذكرى «النكسة»: كنا حوالي الخمسين نفراً، بيننا رسامون وكتّاب وروائيون وصحافيون تجمعهم الصداقة والطموحات والهموم وذل الانكسار.
كان الثنائي الجميل آدم وعفاف صورة للفرح، وكنا جميعاً مزهوين بانتصار الحب… نعيش بهجتهما وكلنا ثقة بأن مصر ستعود إلى الميدان فتنتصر، خصوصاً وأن كل شبابها من المتخرّجين، ومنهم الباشمهندس نسيم هنري، قد استدعوا إلى خدمة العلم.

ولسوف تمر سنوات، وتتعاظم إنجازات النحات آدم حنين الذي اعترف به العالم الفني كواحد من «الكبار» في عالم النحت.

وصدف أن كنت في باريس، فقرأت عن معرض للنحات العالمي الآن، آدم حنين، فسعيت إليه، وجلت مع القادمين للتعرف إلى الأعمال الباهرة لهذا المبدع المشبع بالتراث الفرعوني والإضافات القبطية والإسلامية، والذي يعرفه العالم، غرباً وشرقاً، أكثر مما يعرفه أهله العرب، في مصر وخارجها.

بقيت أتابع أخبار آدم حنين عن طريق شقيقه نسيم هنري الذي أنشأ ورشة يبدع فيها من الصلصال آنية مميزة، بالاشتراك مع زوجته السويسرية انطوانيت…

ولقد عرفت أن هذا النحات عالمي الشهرة قد ابتنى لنفسه متحفاً في الحرانية، مكان بيته المن طين، يحتوي على تماثيله وأعماله المختلفة، وسط حفاوة أهلية ورسمية، ومباهاة أهل الحرانية، التي باتت الآن مدينة صغيرة بعدما اختارها الكثير من الكتّاب والصحافيين مقراً لسكناهم فابتنوا فيها بيوتا أنيقة ليكونوا إلى جوار آدم حنين، الذي كتب ـ بالحديد ـ صفحة جديدة للإبداع الفني في مصر وسائر أنحاء الوطن العربي.

وبالتأكيد فإن وجوه كثير من رفاق الصبا ومن الشهود على الحب العظيم الذي جمع «صموئيل» و«عفاف» في دارة أشجان المحبين، وبالذات بدر وبهجت، تكمن في قلب الحديد والغرانيت الذي أنطقه آدم حنين عبر قصة حبه التي شارك في كتابتها كثير من العشاق وأكثر ممن لم يعرفوا العشق لأن القلوب التي من غرانيت قد انتصرت على حبهم، لأنهم لم يكونوا برقة قلب العاشقين مدى العمر في جنتهما في الحرانية.
..ولقد غادرنا آدم حنين بلا وداع، لكن اعماله ستبقى كما ابو الهول والاهرامات.
رحمنا الله.

مشاركة

Facebook
fb-share-icon
Twitter
Tweet
Pinterest
WhatsApp
عن صموئيل وعفاف… وصولاً إلى المبدع آدم حنين

previously

ليلة عيد
عن صموئيل وعفاف… وصولاً إلى المبدع آدم حنين

up next

وداعاً لبنان الكبير.. والآتي أفدح

ما رأيك؟ إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

لا تعليقات حتى الان

بحث

النشرة البريدية




أحدث المقالات

  • وعظ أبو ملحم حول العيش سوية
  • أحيانا تحن الدول إلي الماضي
  • الديموقراطية لا تأتي من فوق
  • انقلاب تدريجي يستهدف الحرية الفردية
  • العرب من حال إلى حال

الأرشيف

  • يناير 2023 (16)
  • ديسمبر 2022 (14)
  • نوفمبر 2022 (18)
  • أكتوبر 2022 (14)
  • سبتمبر 2022 (20)
  • أغسطس 2022 (16)
  • يوليو 2022 (15)
  • يونيو 2022 (13)
  • مايو 2022 (15)
  • أبريل 2022 (21)
  • مارس 2022 (14)
  • فبراير 2022 (15)
  • يناير 2022 (21)
  • ديسمبر 2021 (20)
  • نوفمبر 2021 (1)
  • أكتوبر 2021 (22)
  • سبتمبر 2021 (25)
  • أغسطس 2021 (18)
  • يوليو 2021 (19)
  • يونيو 2021 (20)
  • مايو 2021 (17)
  • أبريل 2021 (21)
  • مارس 2021 (23)
  • فبراير 2021 (29)
  • يناير 2021 (35)
  • ديسمبر 2020 (28)
  • نوفمبر 2020 (38)
  • أكتوبر 2020 (33)
  • سبتمبر 2020 (43)
  • أغسطس 2020 (42)
  • يوليو 2020 (43)
  • يونيو 2020 (44)
  • مايو 2020 (73)
  • أبريل 2020 (82)
  • مارس 2020 (62)
  • فبراير 2020 (43)
  • يناير 2020 (49)
  • ديسمبر 2019 (57)
  • نوفمبر 2019 (61)
  • أكتوبر 2019 (88)
  • سبتمبر 2019 (60)
  • أغسطس 2019 (62)
  • يوليو 2019 (76)
  • يونيو 2019 (62)
  • مايو 2019 (54)
  • أبريل 2019 (48)
  • مارس 2019 (46)
  • فبراير 2019 (46)
  • يناير 2019 (50)
  • ديسمبر 2018 (47)
  • نوفمبر 2018 (53)
  • أكتوبر 2018 (49)
  • سبتمبر 2018 (37)
  • أغسطس 2018 (67)
  • يوليو 2018 (71)
  • يونيو 2018 (58)
  • مايو 2018 (55)
  • أبريل 2018 (51)
  • مارس 2018 (50)
  • فبراير 2018 (46)
  • يناير 2018 (50)
  • ديسمبر 2017 (49)
  • نوفمبر 2017 (48)
  • أكتوبر 2017 (61)
  • سبتمبر 2017 (52)
  • أغسطس 2017 (59)
  • يوليو 2017 (67)
  • يونيو 2017 (46)
  • مايو 2017 (54)
  • أبريل 2017 (60)
  • مارس 2017 (74)
  • فبراير 2017 (31)
  • يناير 2017 (8)
  • ديسمبر 2016 (6)
  • يوليو 2016 (1)

تغريدات

Tweets by talalsalman

© 2018 جميع الحقوق محفوظة - طلال سلمان