من حق “البرلمانيين اللبنانيين” المحتشدين قفي قصر المؤتمرات بمدينة الطائف السعودية، يكادون لا يغادرونه ولا يخرجون من قاعة الاجتماعات فيه إلا ليدخلوها من جديد، أن يستشعروا الخوف وأن يتهيبوا الموقف الخطير الذي يجدون أنفسهم فيه، برغم كل التطمينات وحقن التهدئة والابتسامات المشجعة التي يوزعها عليهم، فرادى ومجتمعين، الأمير سعود الفيصل وأركان حربه من المغاربة والجزائريين؟!
فجأة أسبغت عليهم النعمة فإذا هم، المنسيون المهملون العاجزون عن استخدام سياراتهم ذات اللوحات الزرقاء، العاطلون عن العمل، إلا الخاص منه، يختزلون قوى الأرض جميعاً.
إنهم ا لآن غير ما كانوا قبل أسبوع بل غير ما كانوا على امتداد سنوات الحرب الطويلة، وصولاً إلى تلك اللحظة التي لا تنسى قبل سبعة عشر عاماً والتي أعلنوا فيها “نوايا للأمة”،
هم الآن يختزلون إرادة العرب جميعاً والعالم بأسره!
إنهم الآن البرلمان اللبناني – العربي – الدولي!
فيهم انطوى مجلس الأمن الدولي، بالخمس الدائمة العضوية فيه، أي أعظم قوى الأرض،
وفيهم تجمّع العرب على أعلى مستوياتهم القيادية ، القمة،
“جارهم” على مبعدة أمتار الملك فهد بن عبد العزيز، في قصر العقيق يتابع بشغف حركاتهم وسكناتهم ويكاد يحصي – لشدة الاهتمام – عليهم أنفاسهم، ويستمع باهتمام إلى قفشاتهم وتشنيعاتهم التي تعكس من القلق والاضطراب أكثر مما تعكس من الظرف وخفة الدمز
المشكلة في أن يصدقوا إنهم أقوياء إلى هذا الحد.
وأن يستوعبوا صورتهم الجديدة وأن يتقبلوها ويتكيفوا معهاز
فالمفارقة حادة جداُ في بعض شوارع بيروت تطلق مجموعات من السوقة والرعاع في تظاهرات تهديد علني صارخ، تطعن في صحة تمثيلهم لمناطقهم ولطوائفهم، لاسيما الطائفة العظمى منها وهنا يراد منهم أن يصدقوا أن ما سوف يصدر عنه ستكون له قوة الإرادة الدولية الواجبة النفاذ والتي لا راد لها!
ماذا ينفع “النائب” إذا ربح العالم وخسر نفسه؟!
الأكتاف ليست عريضة بما فيه الكفاية لتحمل كل هذا الكم الهائل من التأييد الذي يلقى عليها،
والثقة بالنفس ليست في أحسن حال، فلقد أنهكها افتقاد الدور وتفويض الصلاحية للصنم المقدس، واحترافهم الموافقة على ما يقدم إليهم تحت ضغط الخوف على المقعد أو الخوف على الرأس والعائلة والبيت والمستوى المعيشي اللائق الخ.
بالأمس هم لا أحد، واليوم هم كل الدنيا والعصير المركز لإرادتها.
هم الذين ألغوا اتفاق القاهرة، وأبرموا اتفاق 17 أيار، وانتخبوا حليف الغزو الإسرائيلي، وفي ظل حرابه، ثم شقيقه في ظل الحراب ذاتها، اعتمدوا الآن ممثلين للإجماع العربي ولقوة القرار العربي الموحد.
هم الذين جاءوا ، أصلاً، باسم الطوائف، يطرح عليهم الآن مشروع إلغاء الطائفية السياسية ويطالبون بأن يكونوا طليعته وفرسان الاقتحام؟!
ولكنهم إنما يمثلون، لو صح التمثيل، الضحايا والمقتولين وليس القتلة الذين ما زالوا يستبيحون المدينة والبلاد،
فكيف يمكن للخائف أن يبتدع مستقبل الطمأنينة؟!
كيف يتحول الخائف المرتعدة فرائصه فرقاً إلى مخيف يهرب من مواجهته السفاحون وأصحاب ترسانات السلاح؟!
لعلهم الآن أكثر هدوءاً لعلهم أكثر قدرة على التفكير المنطقي. لعلهم يستطيعون إعادة ترتيب المسائل والأولويات، فيكتشفون مكامن القوة فيهم التي يريد العالم توظيفها لخدمة مشروع التسوية العتيد.
إن أربعة أيام في القصر الفخم، مضيفهم ملك وملبي طلباتهم ورغباتهم صاحب سمو ملكي، تريح الأعصاب وتفتح الشهية وتطلق العنان للكلام المحظور.
لكنهم إذا هم سمعوا ما يقولونه عادوا إلى مخاوفهم والهواجس المقضة للمضاجع، ولو كانت ملكية.
ثم إنهم إذا ما تلاقت عيونهم واستذكروا من هم ومن أين جاءوا وإلى أين هم عائدون، دهمهم الخوف وركبتهم الكوابيس مجدداً، فسعوا إلى لقاء جديد مع الأمير ليسمعوا، من جديد شريط التطمينات المسجل بلغات الأرض جميعاً.
إنهم خائفون يمثلون طوائف خائفة،
والمفارقة إن الخائف مخيف بدوره.
“تعيش كل طايفة من الثانية خايفة” ويعيش أهل بلدي في أسار الخوف وصورتهم في عين الآخرين مثيرة للرعب!
كيف تطمئن الطوائف، ومن يطمئنها؟!
وهل إذا اطمأنت الطوائف زال خوف الشعب؟!
وهل اطمئنان الطوائف هو الضمانة لبقاء الوطن ومنعته وازدهاره.
ثم، من أين تجيء الضمانات للطوائف؟!
أمن الخارج، ومتى كان الخارج مصدر اطمئنان الداخل؟!
في العادة يكون الخارج مصدراً للتهديد، يفرّق بالضمانات والامتيازات لتكون له، من دون أهل الداخل، السيادة.
فهل تبدلت الأدوار وصار “الداخل” مصدر الخطر والخارج مصدر الأمان.
واين موقع النواب من هذا كله؟!
هل أنجزت الترتيبات جميعاً ولم يتبق غير النص، غير الصياغة، لمن لا يتقنون شيئاً قدر إتقانهم علم الكلام وفنون الصياغة وتدوير الزوايا بما يلائم صاحب الرغبة السامية والقائم بالأمر في الداخل والخارج.
يطوفون بين الخوفين الخوف من “الفشل الممنوع” والخوف من “النجاح الخطر”،
يطوّفون، في قصر المؤتمرات، مقابل قصر العقيق، في الطائف، بين الخوفين: الخوف على الطائفة والخوف منها،
يطوّفون بين الأفكار المشوشة، بين التمنيات والهواجس، بين حلم السلام والواقع المفجع الذي اصطنعته الحرب التي لما تنته.
يطوفون مع الأخبار التي تصل من بيروت مشوشة فتثير مكامن القلق الموجع من جديد،
وما يكادون يهدأون ويهدئون غيرهم حتى تجيء الأخبار من طهران فتهيج خواطر الطوائف التي لم تذهب إلى تلك الجمهورية التي قامت بثورة الإسلام واستمرت بالحرب وتحاول الآن أن تؤكد دورها الإقليمي المؤثر عبر الساحة المفتوحة لكل قوي وقادر وغني بالمال والسلاح والمخابرات :لبنان.
طوائف في الطائف هنا.
وطوائف تطوف في عواصم أخرى،
ولكل طائفة عاصمة أو أكثر، توفر لها المدد والدعم والوعد بالوصول إلى حيث تستحق وتطمح ويليق،
… وليس للنواب مثل هذه العواصم، أو بالدقة لم يكن لهم من قبل، إلا في لحظات نادرة، فهل قررت العواصم – جميعاً – أن تستعيدهم وأن تعود إليهم، وإليهم وحدهم ومن دون غيرهم؟!
هل جاءتهم القوة التي لا تقهر، أخيراً؟!
هل جاءت ساعة العقل والحكمة، ساعة الدستور والقانون،
وهل ستستعيد اعتبارها تلك الصندوقة الصغيرة المصنوعة من خشب أو من زجاج ترمي فيها ورقة أصغر من حجم الكف ببعض الأسماء فتتبدل مواقع ويذهب حكام ويأتي غيرهم ويبقى الوطن؟!
يطوفون بين الخوفين، هنا، والأذن على بيروت والقلب في بيروت والفكر في بيروت التي لم تكن يوماً كما هي الآن مركز اهتمام الكون،
يطوفون بين الخوفين: الخوف من الماضي التي استولد الحرب وأمدها بأسباب الحياة والاستمرار، والخوف من المستقبل الذي يفترض أن يخرج من رحم الحرب حاملاً معه الوعد بالسلام الوطني،
والماضي مخيف،
والحاضر مخيف أكثر،
فكيف السبيل إلى مستقبل بلا خوف، خصوصاً وإن المطالبين باللمسة الأخيرة في اصطناعه يعانون خوفاً مركباً ومزمناُ؟!
إنهم أمام وثيقة أعدها أعلى مستوى قيادي عربي، بعد الاستئناس بآراء مختلف الأطراف اللبنانية، الخائفة المخيفة.
والوثيقة هنا جاءت متضمنة الاجتهادات والمقترحات التي توصلت إليها الدول الكبرى، الولايات المتحدة الأميركية أساساً وبعدها فرنسا ومعها الفاتيكان، ومن خلفها سائر الغرب، في ضوء الحرب اللبنانية وعلى وهج نيرانها المدمرة، لوقف النزف القاتل بإصلاح النظام السياسي المتهالك والآيل إلى سقوط يفتت البلد وينهي وجوده ككيان ودولة ذات سيادة.
والوثيقة ذاتها تجدد الخوفين: فالتصدي لتعديلها يثير الخوف من أن يعتبر ذلك تحدياً للإرادة العربية – الدولية، والقبول بها كما هي يمكن أن يعتبر تخلياً عن الدور الطبيعي لآخر سلطة شرعية وتشريعية في الجمهورية اللبنانية، والأخطر إنه يمكن أن يعتبر في مستوى الخيانة العظمى في نظر “الجنرال” ومن معه.
كيف السبيل، بين الخوفين، إلى الاصلاح؟!
أفضل مخرج هو في الربط بين الاصلاح السياسي وبين الوجود العسكري السوري في لبنان: يطلبون إقرار إصلاح فنطلب التوافق على الانسحاب الفوري،
خير هذا بشر ذاك، وشر هذا بخير ذاك فإذا الأمر قد قضي،
لكن هذا يعني أن ينوء الكل تحت ثقل الخوفين معاً،
لقد استنفدت هذه الذريعة وانتهى مفعولها،
ثم إن الوجود السوري مسؤولية اللجنة العربية الثلاثية العليا، وهي قد توصلت إلى صيغة خاصة به، عملية ومحددة ونهائية،
فلماذا الجدل فيه وحوله؟
الحاضر مسؤولية اللجنة العربية، والمستقبل مسؤولية حكومة الوفاق الوطني، فأين موقع النواب إذن؟!
بتعبير أدق: أين موقع الطوائف؟!
ولماذا يفرض على الطوائف أن تختار بين أمرين لا رابط بينهما: فلا الخروج السوري هو شرط الاصلاح ولا يجب أن يكون، ولا البقاء السوري ينفي ضرورة الاصلاح أو يجوز أن ينفيها،
لماذا تحل الذريعة محل الحقيقة؟1
لماذا يذبح الطموح الوطني العام بذرائع طائفية؟!
فلا الاصلاح يمكن أن يتم في ظل الانقسام، ومن يستبقي أسباب الانقسام إنما يعمل لإدامة الحرب حتى تنهي لبنان ومن فيه،
ولا الوجود العسكري السوري تمكن أو تجوز مناقشته بمنطق طائفي،
لماذا يحمل المسيحيون مسؤولية التحجر ورفض التغييرومقاومة الاصلاح السياسي الذي لا يمكن أن يكون لخير فئة وعلى حساب فئة، إلا إذا كان ثمة فئة مهيمنة وغالبة وقاهرة وفئة مغلوبة ومقهورة ومسحوقةز
والعدل مطلب وطني، بل هو شرط لبقاء الوطن وشعبه.
وفي ظل العدل، الإقرار بضرورته والتسليم به شرطاً لقيامة الوطن وسلامة أبنائه وبقائهم فيه، يمكن أن يناقش أبناؤه هؤلاء المتساوون في حقوقهم والواجبات علاقاته مع أمته ومع العالم، بدءاً بالشقيقة – الجار، وانتهار بآخر دولة في الكون.
في قصر المؤتمرات بالطائف، وفي ضيافة خادم الحرمين الشريفين، يحاول ممثلو الطوائف الخائفة – المخيفة أن يصلوا إلى صيغة تشتمل على تبادل التطمينات، برعاية عربية – دولية معززة.
والاصلاح السياسي مصدر تخوف، مفتعل في الغالب، أو مزروع، لكن التقاعس عن إقراره مصدر جدي للخوف.
والوجود العسكري السوري، وبالتالي مستقبل العلاقة بين “الشعب الواحد في دولتين”، مصدر تخوف، مفتعل في الغالب، ومزروع أو مشروع عند بسطاء الناس الذين يسهل قلب الحقائق أو إقناعها بنقيضها باستغلال حوادث وتجاوزات وتصرفات غير مسؤولة.
ثم لماذا يحمل المسلمون، لوحدهم، مسؤولية الوجود السوري ويمارس عليهم الابتزاز: كونوا ضد سوريا ، ضد العرب، فننظر في أمر إشراككم في السلطة عبر إصلاح النظام.
الكل مسؤول عن الاصلاح ومطالب به.
والكل مسؤول عن مستقبل العلاقة مع سوريا، وبين بنودها الوجود العسكري في بعض لبنان، ومعي بها.
ليس لطائفة فضل على طائفة إلا بمقدار التنازل عن بعض امتيازاتها للوطن وللطوائف الأخرى، طالما تعذر التنازل مباشرة للمواطنين الذين عليهم أن ينتظروا بعد لحظة الميلاد المرتجى.
وكيف تطالب سوريا بأن تعطي مشروع الوطن في لبنان بأكثر مما يعطيه أكثر المستفيدين من وجوده والمقتعد من سدة الحكم فيه بضمانة هي في الأصل سورية، ولا بد أن تكون كذلك وإلا صار “الكيان” موضع نقاش.
فلا أحد يضمن لبنان أكثر من سوريا، ولا دولة تضمنه قبلها، ولا دولة يمكن أن تغنيه – مهما كانت قوية – عن الاعتراف السوري به.
ثم متى ينتهي زمن تقسيم اللبنانيين في ولائهم درجات بحساب طوائفهم الطائفة العظمى فوق الشبهات، وهي مصدر الشهادة، وسائر اللبنانيين مشكوك بلبنانيتهم بسبب من انتمائهم الطائفي، ولا سبيل لتأكيد الولاء إلا بالذوبان في الطائفة العظمى: تخرج من دينك فتدخل الكيان، مع التسليم بأن الكيان اصطنع لطائفة بالذات!!
هل انتهى زمان الحرب بين الطوائف ودقت ساعة السلام الطائفي الممهد (والضروري حتى إشعار آخر) للسلام الوطني في لبنان؟
من الإنصاف أن يقال إن النواب يخرجون شيئاً فشيئاً من قوقعة الخوف ويواجهون، بالتدريج ، مصادره وأسبابه داخل الذات وفي الشارع.. وفي الآخر.
إن شبح الحرب، بمآسيها المريعة ودمارها الشامل، تثقل على الضمير والوجدان، والكل يريد أن يستنقذ الفرصة الأخيرة لوقفها والتي جاءت عبر “الحل العربي” المعزز والمؤكد بهذا الدعم الدولي الشامل،
وإرادة الحياة تصارع “الخوفين” وتتفجر مواقف شجاعة، بمقاييس اللحظة الراهنة، وإن خافتة الصوت وراغبة في أن تدارى وتغطى وتحمى حتى لا تذهب (ويذهب أصحابها) سدى،
والكل مطالب بالشجاعة: المدعو إلى التنازل، والماد كفه لكي يأخذ ما حرم منه في الماضي.
لمحمد حسنين هيكل توصيف طريف ودقيق للوضع الخاص في لبنان، مفاده “مشكلة لبنان لا تحل، إذ ليس لها حل بالمعنى الفعلي للكلمة، فلبنان أشبه بنافذة من الزجاج الملون. ولكي يكون لبنان عليك أن تعشق قطع الزجاج الملون، المتعددة والمختلفة الأحجام، بتركيبها متداخلة، كل قطعة في مكانها من القطع الأخرى، وعلى أطرافها فراغات تسمح للقطع الباقية بأن تحتل المساحات المخصصة لها… وأي خطأ يخرب اللوحة بكاملها، ويكون عليك إعادة التركيب بحيث تجيء كل قطعة صغيرة أو كبيرة، في مكانها فعلاًز
ويضيف هيكل : ومشكلة لبنان الفعلية إذا ما انتهى تعشيق زجاجه الملون، أي طوائفه السبعة عشرة، إنه نافذة، والنافذة تكون في جدار، والجدار هنا هو الوضع العربي، فإذا ما استمر الوضع العربي متهالكاً ومتصدعاً إلى هذا الحد فأين وكيف يمكن تركيب نافذة الزجاج المعشق، نافذة الفسيفساء الملونة التي اسمها لبنان؟!”
… وفي قصر المؤتمرات بمدينة الطائف السعودية يحتشد الآن اثنان وستون “برلمانياً” لبنانياً في رعاية ثلاثة من كبار الخبراء المتخصصين في “تعشيق” الزجاج الملون، يحاولون معاً ترميم تلك النافذة، مجتهدين في لملمة نثار الزجاج اللبناني المسحوق والمهشم والمنتشر على امتداد أرض الله الواسعة.
… وللخبراء، السعودي والجزائري والمغربي، أن يستعينوا ببيوت الخبرة الدولية لإنجاز هذه المهمة القومية الشاقة… والأجر دائماً على قدر المشقة، واسألوا في هذا الأخضر الإبراهيمي.
ماذا يفعل السادة النواب هنا، على وجه التحديد؟!
هل هم ممثلون للشعب، ينوبون عنه، ينطقون باسمه، يعبرون عن إرادته، وقد تلاقوا لوضع أسس الحل للمعضلة المزمنة والشديدة التعقيد التي شهدوا ولادتها ومدت في عمر نياباتهم ثلاث دورات أو يزيد؟!
هل هم خارج الأزمة أم داخلها؟! هل هم في أسبابها أم من نتاجها أم حملة مفاتيح الحل؟!
ولو إنهم يعرفون الحل ويقدرون عليه فلماذا إذن تأخروا حتى اليوم، وانتظروا أن تدور “كرة النار” حول العالم ثم تعود إليهم؟!
لعلهم قصروا في الماضي، أو تهاونوا، أو تساهلوا ، أو أجبنوا فلم يقدموا خوفاً ممن بيده الأمر، سلطة كان أم ثروة أم سلاحاً.
ولعلهم الآن يخرجون من دائرة الخوف والعجز فيخرجون معهم البلاد وشعبها الممزق شمله وأرضه ودولته ومؤسساتها والسيادة.
… وبقدر الخروج من أسار الطائفية يكون الخروج من دائرة الخوف، والعكس بالعكس.
وماذا أكثر من ضمانة “خادم الحرمين الشريفين” وأمير المؤمنين صاحب المغرب الأقصى، ورئيس الجزائر حيث تتماهى الحدود بين العروبة والإسلام، للخائفين في لبنان من التغيير، أي تغيير، وفي اتجاه غد بلا حرب؟!
الحرب تستولد المخاوف، وتعيد المخاوف إنتاج الحرب،
فهل آن زمن التصدي للخوف وقهر الحرب بإرادة السلام،
هذه أمنية تطوف الآن حول قصر المؤتمرات في الطائف حيث يحتشد ممثلو الطوائف الخائفة المخيفة… والكل يأمل أن يصل إلى بيروت حقيقة وفجر جديد لغد السلام الآتي بلا ريب.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان