مرة أخرى يحقق صدام حسين “نجاحاً تاريخياً” إذ يستعدي العالم كله على العراق، ويكتله ضده، ويجيّشه لحرب قد تنتهي بتدمير ما تبقى من آمال العرب وحقوقهم في أرضهم وفي التقدم لحاقاً بالعصر.
من موقع رئيس الدولة يقدم لأعداء الأمة الذريعة لتحطيم الدولة،
ومن موقع القائد الأعلى للقوات المسلحة يجر أقوى قوة عربية ضاربة إلى مواجهة غير متكافئة، مع الكون كله، وبغير قضية.
تحت لافتة الوحدة وباسمها يتطوع لأن يكون الخنجر المسموم في يد أعداء الوحدة لكي ينحروا الفكرة والعقيدة والشعار والحلم الأعز،
بادعاء إنصاف الفقراء من “أخوتهم” الأغنياء يوفر الذريعة لأعداء الأمة والخارجين عليها كي يضيّعوا ثروتها القومية الظاهرة والمختزنة، وحتى آخر فلس، في معركة يائسة تحوّل جموع الأمة إلى طوابير من الفقراء والمتسولين المسفوحة كراماتهم والمحتلة أرضهم والمهدورة دماء غدهم على عتبة الأجانب الغاصبين والصهاينة الطامعين.
المفجع والمخزي أن القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي إنما يصدر مموهاً بإرادة بعض العرب ضد بعضهم الآخر: فباسم نصرة “الكويت” ينطق “العالم” الحكم بإعدام العراق!
اثنا عشر قراراً دولياً ضد العرب ممثلين بصدام حسين، وصدام واحد على مائتي مليون! والكويت كلها نصف مليون على مائتي مليون!! لكن مستقبل العرب جميعاً مهدد بالإبادة بين الأسلحة البيولوجية والكيماوية وبين التكنولوجيا الأميركية، ومصيرهم قد يكون بالتيه في صحراء الربع الخالي، عسكرياً وسياسياً وحضارياًز
من حقق مثل هذه “الانتصارات” دفعة واحدة وبهذه السرعة القياسية غير صدام حسين؟!
… والإدانة تشمل مع صدام كل أولئك الذين حولوه من دون كيشوت إلى نيرون!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان