لم تنتبه أكثرية اللبنانيين، أمس، إلى انعقاد مجلس الوزراء وإلى مقررات جلسته الطويلة التي امتدت لخمس ساعات أو يزيد من دون سبب مفهوم، إذ كان “الجمهور” مشغولاً بمباراة الزمالك – الأنصار.
صار “الجول” أهم من جلسة تجمع رهطاً لجباً من آباء الطائف وأبنائه، الشرعيين منهم وغير الشرعيين…
وعاد الاعتبار إلى لاعبي كرة لاقدم على حساب اللاعبين “السوبر” الذين اقتحموا الملعب السياسي بالسلاح غالباً وبالصفقات أحياناً، وبممالأة أصحاب القرار دائماً.
وفي حين تقبل “الجمهور” نتائج المباراة بلا أي شعور بالمرارة، مغلباً العاطفة القومية على العصبوية والجهوية والكيانية، فإنه لم يظهر حماسة موازية لتعيين أربعين نائباً دفعة واحدة.
لكأن “الجول” الواحد أهم من النواب الأربعين، ربما لأنه يتضمن من المفاجأة ما افتقر إليه قرار التعيين.
والمفارقة إن “الجمهور” يلوك سمعة الحكومة ويتبادل التشنيعات والاتهامات حول مسيرتها وسلوك بعض أعضائها وذمتهم المالية، في حين تجتهد هي أكثر ما تجتهد لإثبات حرصها على المال العام.
ويتندر “الجمهور” بالمقارنة بين إقدام الحكومة على إنفاق ملياري ليرة شهرياً لاستيعاب ستة آلاف من عناصر الميليشيات، وبين تشددها في إنصاف أساتذة الجامعة الوطنية لضيق ذات اليد.
… هذا بغض النظر عن حجم الوجود الميليشياوي داخل جسم الجامعة وهيئات التدريس والإدارة فيها.
وإذا كانت الميليشيات بعد حلها ما زالت تطوق المواطن في الإدارة والجيش والأجهزة الأمنية وهيئة التدريس بالجامعة، فأين المفر؟!
وكيف السبيل إلى “جول” في المرمى الآخر؟!
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان