ينبثق الحلم من قلب السهل الذي كان، ذات يوم، بعض «بستان هشام» الذي تغنيه السيدة فيروز بكلمات الشاعر سعيد عقل: مجموعة من الأبنية الأنيقة متراصفة على امتداد بضعة كيلومترات، تختلف أحجامها بحسب وظائفها لتشكل بمجموعها «الجامعة اللبنانية الدولية».
في البدء، وعندما باشر عبد الرحيم مراد بناء هذا الصرح الثقافي بمجمع من المدارس رأى كثيرون في الأمر مغامرة، وحين سمعوه يتحدث عن مشروع الجامعة اعتبروا انه يحلم… ثمة من أخذ يناقش فكرة بناء جامعة في هذا الموقع المكشوف من قلب سهل البقاع، في موقع «الخيارة»، بين بلدة حوش الحريمي وبلدة غزة، وراءها مجدل عنجر وفوقها السلطان يعقوب غير بعيد عن بحيرة القرعون التي يحتجز السد فيها مياه الليطاني وروافده لتروي، من بعد، الأراضي المرتفعة. ولتستولد من الماء نوراً!
تقوّل المتقوّلون، شكك المشككون، لكن عبد الرحيم مراد مضى ومعه جمعية يواصلون جمع المال، تبرعات أو مساهمات، من المغتربات عموما والبرازيل أساسا، لإقامة الصرح العلمي الممتاز في منطقة كانت بأمسّ الحاجة اليه، لأن ابناءها ليسوا من الترف بحيث يقصدون الى بيروت ليتكبدوا كلفة الحياة فيها من اجل ان يحصلوا على تعليم يوفر لهم فرصة الحياة الأفضل في غدهم.
صار عبد الرحيم مراد نائبا فما توقف جهده من أجل الجامعة، وصار عبد الرحيم مراد وزيرا للتربية، فأعطى جهده لإنعاش التعليم العام، لكنه واصل السعي من أجل استكمال مشروعه في «الخياره»، حتى قامت الجامعة كأحدث ما تكون الجامعات، مبنى في غاية الاناقة وهيئة تدريس مؤهلة ومختبرات وتجهيزات كالتي كنا نتفرج على صورها في الكاتالوغات!
مع الجامعة وإلى جانبها ساهم عبد الرحيم مراد واخوانه وأصدقاؤه في اقامة مؤسسات اجتماعية عدة، واحدة للأيتام (دار الحنان) وواحدة لذوي الحاجات الخاصة ـ المعاقين (دار الأمان).
في الجامعة الآن 12 ألف طالب، وقد غدت لها فروع في عدد من الأقطار العربية، وقد تخرج منها حتى اليوم حوالى /3500/ طالب وطالبة.
وفي المجموع فإن حوالى ثلاثة آلاف وظيفة توفرها الآن 15 مؤسسة متفرعة عن «الغد الأفضل» وبينها: مركز عمر المختار التربوي، ومعهد البقاع المهني والتقني، ومركز الغد الأفضل الطبي، ومعهد ناصر الثقافي، ومدينة البقاع الرياضية الخ…
برغم هذا فإن الحملة على عبد الرحيم مراد هي الأشرس، عبر البروباغندا الانتخابية التي تكاد تنكر عليه حتى اسمه وانتسابه الى البقاع الغربي.
عبد الرحيم مراد أعطى أهله ومنطقته كثيرا قبل النيابة وبعدها، وسيبقى هو هو قبل الانتخابات وبعدها.. بشهادة انه بين «الدورتين» قد أضاف إلى الصرح العلمي في البقاع كما في اكثر من قطر عربي.
