حقق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته الثانية للبنان، خلال شهر واحد، أمنية يعز نيلها على أصحاب الذوق الرفيع ورهافة التذوق والاسترخاء مع اللحن الجميل والصوت الذي يغمرك بالدفء ويأخذك إلى النشوة تحت اسم فيروز..
ومع فيروز الحاضرة في وجدان أصحاب الذوق والقدرة على الاستمتاع بالجمال والاحساس الرقيق، تختفي صورة الرئيس الفرنسي لتحضر صور الرؤساء، حاليين وسابقين، والمسؤولين، كباراً وصغاراً وتصريحاتهم بأكاذيبها القاسية، ونبرتها الحاسمة، واستعجالهم الانصراف قبل أن تفضح أجوبتهم جهلهم بواقع دولتهم.
لم يخطر ببال رئيس، حالي أو سابق، للدولة أو للمجلس النيابي أو للحكومة، ولا عنَّ على خاطر وزير أو نائب أو باشكاتب أن يطمئن إلى صحة “سفيرتنا إلى النجوم” ورفيقة طريقنا من البيت إلى البيت، ساكنة الوجدان في أحضان أم كلثوم وليلى مراد وأسمهان ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ ووديع الصافي ونصري شمس الدين وصباح ومنصور وعاصي وزياد الرحباني وملحم بركات الخ ..
لذا وجب شكر الرئيس الفرنسي الذي طمأننا على صحة يمامة الغناء العربي فيروز، وأنعشنا بصورتها مبتسمة، منتصرة بوجدانها وموقعها في وجدان الناس على السنوات، مهما تكاثرت، فأغانيها وترانيمها وشدوها تنعش صباحات أبناء الحياة وتغريهم بأن يعطوا أكثر ليستحقوا حياة تطرزها أنغام الرحابنة وتشدو في صباحاتها فيروز، قبل أن يهل عبد الحليم حافظ ثم محمد عبد عبد الوهاب لتختتم السيدة ام كلثوم هذا المهرجان بآهاتها التي تنعش الوجدان وتعطي الحياة المعنى وتنهي العتمة بالأمل وتبكر شروق الغد الأفضل.
لمى وليد شحادة
سبتمبر 5, 2020ماكرون وفيروز و اشياء أخرى ،
لا يختلف مشهد وقوف ماكرون امام فيروز عن لوحات المستشرقين التي توثق انبهار الفرنجة ( القادة الصليبين ) بلوحات للسيدة العذراء او زخارف مساجد و قصور الشرق .
ماكرون ترك باريس مخلفا وراءه حريق كنيسة نوتردام الذي مازال التحقيق عن الإهمال المتعمد جاريا و اتى لاهثا نحو الشرق بكل غموضه و سحره ، يختلف ماكرون عن بيرلسكوني وترامب و تيار النيوليبرالية ، انه يعلم ان فيروز غنت في الأولمبيا معاتبة باريس عن تهدم لبنان عام 1979 و ان مملكته الفينقية ستعود من جديد هو يعلم تماما انها كل جمعة عظيمة ترتل الأم الحزينة بكل طقوسها المشرقية وهو يعلم تماما ان لديها إيمانا ان نهر الأردن سيغسل أثار الهمجية و يعلم تماما انها مؤمنة انها من جبل يهب الشمس ويعطيه الأنام وان من دمشق ينهمر الصباح وان اسوارة الذهب هي مطرزة بقلوب تضحي لبلادها .
الفرق هنا انه بزيارته أكد من حيث يدري او لايدري أكد ان كل تلك الحقائق الأزلية ستبقى موجودة رغم كل محاولات طمس التاريخ و الهوية و الخروج من الجغرافية وتحويرها