على امتداد نصف قرن او يزيد ظل اسم عبد العزيز الصقر يطل فيظلل اي حديث عن الكويت، خصوصاً وان تحول هذه »المشيخة« الصغيرة على ضفة الخليج الى »امارة« ثم الى »دولة« ذات نظام ملكي دستوري، وذات ثروة نفطية محترمة، أتاح الفرصة امام »وجيه قومه« الملاك والتاجر ورجل الاعمال الناجح ليثبت اهليته كرجل دولة من طراز ممتاز.
ولو ان الكويت بحجم مصر لكان يمكن اعتبار عبد العزيز الصقر طلعت حرب الكويت، فهو احد بناة مرحلة التحول، واحد مهندسي التحول من التجارة الفردية الى ميدان المؤسسات على قواعد عصرية.
ثم ان عبد العزيز الصقر اثبت كفاءة عالية في فهم الظروف المحيطة، وكان »شريكا« لأمير مرحلة التحول الشيخ عبد الله السالم الصباح، خصوصاً حين تولى رئاسة »مجلس الأمة« لثلاث دورات متتالية ارسيت خلالها قواعد الدولة مع الأخذ بالقدر الملائم من الديموقراطية.
فعبد العزيز الصقر، احد رجالات »العائلات السبع« التي لا تقل وجاهة وعراقة عن آل الصباح، فهو يتحدر من عنزه، التي يتحدر منها آل سعود، ثم ان أسرته كانت من كبار الملاك في البصرة ومن كبار تجار منطقة الخليج يوم كانت الهند المقصد.
ولم تشغل الاعمال عبد العزيز الصقر عن عروبته، فكان من تلك العصبة التي لم تأخذها الثروة بعيدا عن عروبتها، ومن باب الذكر فقط نشير الى انه كان بين قلة كرمها جمال عبد الناصر لموقفها الداعم في مواجهة العدوان الثلاثي على مصر، كما أنه ظل مناصراً للقضية الفلسطينية حتى يومه الأخير.
وبعد اجتياح صدام حسين الكويت و»الهجرة« الى السعودية كان بديهياً ان يجمع الكويتيون على اختياره رئيساً للمؤتمر الشعبي الذي اجتهد لاستحضار الكويت في المحافل العربية والدولية، من خلال تجسيده الوحدة الوطنية، حتى تحرير الكويت.
رحم الله هذا الكويتي الكبير الذي كان احد بنائي التحول الهائل الذي شهدته بلاده. والعزاء لشعب الكويت جميعاً ولآل الصقر خصوصاً ولزميلنا الكبير محمد جاسم الصقر.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان