ثبت شرعاً، مرة أخرى، أن لبنان بلاد العجائب… وللتدليل على صحة هذا الاستنتاج الشواهد التالية:
ـ تجاوز عدد مهرجانات الطرب، هذا الصيف، الستين عدداً، وقد اضيفت إلى القائمة التقليدية المعروفة بالمدن او البلدات التي اشتهرت بمهرجاناتها السنوية كبعلبك وبيت الدين وجبيل واهدن، مدن وبلدات وقرى جبلية في المتن وكسروان والشمال، فضلاً عن الجنوب إذ انضمت إلى صيدا وصور والنبطية بلدات وقرى في مختلف الانحاء، شمالاً وشرقاً وجنوباً إلى بيروت التي شهدت مهرجانات تحت درجة حرارة تزيد عن 40 درجة مئوية.
ـ لبنان شعب الطرب والدبكة والرقص بمختلف اشكاله وهوياته الاممية.. ومع أن هذا الشعب يعيش ضائقة مادية نتيجة الاوضاع الاقتصادية العامة في البلاد، والازمة الخطيرة التي يعيشها مغتربو افريقيا بشكل خاص، والمغتربون عموماً، الا انه لا يمكن أن يفوت لحظة فرح او حفلة طرب.. ولو بالدين!
ـ ربما لهذا يتزايد اعداد المطربين والمطربات والراقصين الدبكة او الباليه، لا فرق، والراقصات شرقي وغربي، واممي مختلط..
ـ أن الصيف مهلكة للبنانيين، عشاق الفرح، متذوقي الطرب.. فهم ينفقون فيه اضعاف ما يجنونه في سائر الفضول، سواء في الداخل او في المغتربات.
ـ لكن هؤلاء اللبنانيين من انصار قاعدة “اصرف ما الجيب يأتيك ما في الغيب”.. والمهم الا يتباهى الجار على جيرانه بأنه قد حضر مهرجاناً لم يحضروه.
ـ والطرب احسن دواء للضائقة بكل انواعها: النفسية منها والاقتصادية والاجتماعية والسياسية على وجه الخصوص..