أنهى السفير جودت فخر الدين مهمته الرسمية كسفير خدم ممثلاً لبنان في عواصم عدة، عربية واوروبية، وعاد إلى بلدته عربصاليم وقد اغتنت ذائقته الشعرية بمن عرف وما رأى خلال تجواله في الخارج، مصطحباً شغفه بالجمال وعشقه لموطنه وحبه العميق لأصدقائه وأهله الاقربين.
وفي عربصاليم رعى إلى جانب البيت والعائلة بالأحفاد والحفيدات خصوصاً، حديقة بورود كثيرة، من دون أن يهمل ذائقته الشعرية..
وهكذا فكلما جاء إلى لقائي وقد تأبط مظروفاً تأكدت انه قد انجز ديواناً جديداً، يختلط فيه العام بالخاص، والانطباعي بالوصفي بريشة عاشق للجمال.
من ديوانه الجديد “بحار وشطآن” اخترت هذه القصيدة:
من عُمر إلى نزار.. وبالعكس
ألم تعرفوني في دجى الليل؟.. ويحكم
أنا قمرٌ للحب والشعر أشهر
فإن تسألوا عني السناء تُجبكم
سعاد وهند والرباب وكوثر
ونعمٌ وليلى والثريا وزينب
وسُلمى وكُلثوم ودعد وعنبر!
وإن تسألوا عني القوافي فإنما
هي الفستق الحلو اللذيذ المقّشر
وما قدّموا قبلي قريشاً لشعرها
وجئت به عفو اليمين فكبّروا
وأغلى جريرٌ والفرزدق قدره
وما انصفاني.. انصفوا الشعر، تؤجروا!
فإني حفيد مُعجب لكبيركم
وجدٌّ أمير في الشآم يؤمّرُ
تغزل مثلي بالجميلات مُرهصاً
بجيلٍ مريد الصوت يغوى ويهدر
ولما “له السمراء قالت” الا ارتحِم
“طفولة نهد”.. مال للند يَهصُر!..
وقد وضع جودت فخر الدين حاشيته عن “الامير” ومن “في الشام يؤمر” جاء فيها:
كبيركم: امرؤ القيس. أما حفيد حفيده فهو نزار قباني “رئيس جمهورية الشعر الديموقراطية” (على حد تعبيره).