• الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
على الطريق :: طلال سلمان
على الطريق :: طلال سلمان
  • الرئيسة
  • الافتتاحية
  • مع الشروق
  • من أقوال نسمة
  • السفير العربي
  • هوامش
  • ضيوف الموقع
ضيوف الموقع

توقف عن الكتابة

نصري الصايغ
ضيوف الموقع
Posted on مارس 24, 2020

Share

عليَّ أن اتوقف عن الكتابة. لم تعد الكلمة مقنعة ولا النص.

أنهكت الكلمات كل ما عندنا. أكره الكلام على مشكلات مقيمة منذ مئة عام. من له جلَدٌ بعد على قراءة مزامير الطائفية وهجائية العلمانيين ضدها؟ من يأمل شفاء البلد، (هذا ليس وطناً وهذه الأمة ليست الا أمة)؟ لماذا جلد واقع سلطوي مزمن وتافه ورخيص؟ أننا لا نتقدم خطوة إلى الامام. لن أقحم قلمي في تهريب عامر الفاخوري ولن أقتنع بكل التفاصيل، من اينما جاءت. لبنان هذا هو هكذا. قادر على جمع الاضداد، الشرفاء والعملاء، والقديسين واللصوص، مع الافضلية للصوص. قادر على أن يكون وان لا يكون في الوقت نفسه. قرفتُ من السياسة والسياسيين والاتباع والقطعان والجباه التي تشبه نصف نعل الحذاء. كرهت تناول القضاء. لا اريد أن اسمع كلمة نابية عنه. انه عار يسير عاريا بكل عوراته. الذي يقهرك ويقتلك انه يستطيب الهجاء. لم يثر مرة لكرامته. الممسحة تصلح فقط لأحذية شذاذ الاخلاق… الأهم، انني طلقَّت المعركة ضد الفساد، لأننا لم نصب فاسداً واحداً بعد. حكامنا اذكياء، يعرفون جيداً كيف يستدرون التأييد من حثالات متحكمة. ويتبرعون من اموالنا على رؤوس الأشهاد.

عليَّ أن اتوقف عن الكتابة عن قضايا خاسرة، ولن تكون رابحة في المدى المنظور. سأبقى فلسطينيا بلا قلم. أحلم. آمل. أحلم. أنتظر. طبعاً بلا كلام. سأبقى منصرفا عن شطآن الدم في الخليج. لن أعوَّل على مجتمعات دمرتها الحروب الاهلية، وسحقتها الدكتاتوريات الاستبدادية. لن اقيم وزنا للأقوياء جداً، وتحديداً للأقوياء علينا، والجبناء امام اميركا واسرائيل وممالك النفط. سأشاهد على شاشات التلفزيون إعلاماً يشبه انظمتنا الكريهة والمستقوية والهزيلة. لن أحزن على أحد بعد الآن لقد بددت أحزاني على الاحلام تتراكم كالحطام.

طبعاً لن اكتب عن الكورونا. عقوبة لا سابقة لها. أعرف أن عليَّ أن احتمي منها، كجبان جريء، يدافع عن خوفه ببسالة الانعزال، والخضوع للآتي، لو كان مريراً. غريب كيف أن من يعرف ومن لا يعرف يتشاركون في “توعية” شعب على خطر يأكل معه في الصحن. لا أعرف كيف أصبح اهل الصحافة والقلم خبراء جرثوميين ويطلقون التصريحات على الشاشات كأنهم انبياء.

لن اكتب الا عن اولئك الذين يواجهون الكورونا. هؤلاء قديسو لبنان. انهم في قلب الخطر الكوروني. يدافعون عن الحياة ببسالة عز نظيرها. انهم والكورونا في مكان واحد. خطر اصابتهم كبير. انهم الآن، الشهداء الاحياء. الذين يقومون بواجبهم الخطير، فيما الآخرون، يطعنون واجباتهم ويمارسون عكسها.

لهؤلاء، تليق الكلمات.

لهؤلاء، يقال شكراً ونحبكم ونخاف عليكم.

لهؤلاء، المنخرطين في معركة هزيمة الكورونا، رجالاً ونساء، مسعفين وممرضين، اطباء وطبيبات، عمال نظافة وعاملات… لكل هؤلاء اقول: قلوبنا معكم وعليكم نخاف. أنتم الجنود المجهولون الحقيقيون.

طبعاً لن نخصَّ رجال الدين بشكر ولا ارباب المصارف، ولا نهابي السلطة، ولا تجار الامراض بكلمة حلوة. ليس في لغتنا سوى ما يستحقون من اهمال وعزل وتجاهل، وأكثر من ذلك.

إذا،

عليَّ أن اتوقف عن الكتابة، الا عن هؤلاء الذين لم ولن يتوقفوا في حربهم ضد الكورونا.

قلوبنا وما فيها تخفق خوفاً عليكم وعليكن.

مشاركة

Facebook
fb-share-icon
Twitter
Tweet
Pinterest
WhatsApp
توقف عن الكتابة

previously

الكورونا بين الدولة والرعية!
توقف عن الكتابة

up next

عن المتواطئين مع “كورونا” على أهلهم: الوباء ليس استثماراً في السياسة!

ما رأيك؟ إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 Comments
  • Maram Koubeissy
    مارس 26, 2020

    الان ستتوقف عن الكتابة الا للأبطال الحقيقيين ولكن لن تستطيع الصمت طويلا مهما حاولت لأنك خلقت لتكون صحفيا ترى وتشعر بوجع الناس وما محاولة صمتك سوى صرخة بوجه من لا يسمع او لا يريد السمع ننتظر صرختك المدويه التي تقلق ماجعهم

    Reply
  • ياسر عبد الخالق
    مارس 24, 2020

    نصري الصدوق الانسان في عمقه والثائر في هدوئه والرصين في احكامه مهما حاول استدرار البسمة في وجه القاريء.

    Reply
  • سلوى فاضل
    مارس 24, 2020

    ارجو ان يكون نصا تعبيرا عن الم وليس قرارا..

    Reply

بحث

النشرة البريدية




أحدث المقالات

  • ايها اللبناني: لست انسانا بعد
  • ضرورة الحرب من أجل السلام
  • من يستطيع نزع سلاح المقاومة وقولوا لنا كيف؟
  • داخل الفرن!
  • الإرهاب الامبراطوري غذائي وأمني وثقافي

الأرشيف

  • يوليو 2022 (2)
  • يونيو 2022 (13)
  • مايو 2022 (15)
  • أبريل 2022 (21)
  • مارس 2022 (14)
  • فبراير 2022 (15)
  • يناير 2022 (21)
  • ديسمبر 2021 (20)
  • نوفمبر 2021 (1)
  • أكتوبر 2021 (22)
  • سبتمبر 2021 (26)
  • أغسطس 2021 (18)
  • يوليو 2021 (19)
  • يونيو 2021 (20)
  • مايو 2021 (18)
  • أبريل 2021 (21)
  • مارس 2021 (23)
  • فبراير 2021 (29)
  • يناير 2021 (35)
  • ديسمبر 2020 (28)
  • نوفمبر 2020 (38)
  • أكتوبر 2020 (33)
  • سبتمبر 2020 (43)
  • أغسطس 2020 (42)
  • يوليو 2020 (43)
  • يونيو 2020 (44)
  • مايو 2020 (73)
  • أبريل 2020 (82)
  • مارس 2020 (62)
  • فبراير 2020 (43)
  • يناير 2020 (49)
  • ديسمبر 2019 (57)
  • نوفمبر 2019 (61)
  • أكتوبر 2019 (88)
  • سبتمبر 2019 (60)
  • أغسطس 2019 (62)
  • يوليو 2019 (76)
  • يونيو 2019 (62)
  • مايو 2019 (54)
  • أبريل 2019 (48)
  • مارس 2019 (46)
  • فبراير 2019 (46)
  • يناير 2019 (50)
  • ديسمبر 2018 (47)
  • نوفمبر 2018 (53)
  • أكتوبر 2018 (49)
  • سبتمبر 2018 (37)
  • أغسطس 2018 (67)
  • يوليو 2018 (71)
  • يونيو 2018 (58)
  • مايو 2018 (55)
  • أبريل 2018 (51)
  • مارس 2018 (50)
  • فبراير 2018 (46)
  • يناير 2018 (50)
  • ديسمبر 2017 (49)
  • نوفمبر 2017 (48)
  • أكتوبر 2017 (61)
  • سبتمبر 2017 (52)
  • أغسطس 2017 (59)
  • يوليو 2017 (67)
  • يونيو 2017 (46)
  • مايو 2017 (54)
  • أبريل 2017 (60)
  • مارس 2017 (74)
  • فبراير 2017 (31)
  • يناير 2017 (8)
  • ديسمبر 2016 (6)
  • يوليو 2016 (1)

تغريدات

Tweets by talalsalman

© 2018 جميع الحقوق محفوظة - طلال سلمان