يستحق مركز دراسات الوحدة العربية ممثلا باللجنة المكلفة الاشراف على جائزة جمال عبد الناصر، التهنئة على اختياره الموفق لمن يستحق هذه الجائزة وتستحقه حقاً وهو الرئيس الدكتور سليم الحص.
انه تكريم للجائزة ولمن تحمل اسمه ولمن قدمها، قبل ان يكون تكريماً لشخص سليم الحص الذي، على الأرجح، لم يلتق جمال عبد الناصر شخصيا، ولم يحاول ـ بعد رحيل هذا القائد العظيم ـ التمسح باسمه لبناء زعامة او لشراء موقع سياسي، او لفرض نفسه على الناس باستغلال اعجابهم وتقديرهم لذلك القائد العربي العظيم الذي انجز كثيرا وأخطأ قليلاً ثم قتله نظامه قبل ان يكمل الدور الذي اهله التاريخ لأن يلعبه في دنيانا.
ان اللبنانيين الذين اطلقوا على سليم الحص لقب <الضمير> فشرفوه به انما كانوا يعبرون عن تقديرهم له في دوره كمسؤول مختلف طينة وسلوكا عن <اقرانه> الذين لم يحاول ابدا الانتساب الى <نقابتهم>، ولسياسي من طبيعة أخرى غير التي عهدوها في سياسييهم، اذ وجدوا فيه رمزا للنزاهة ونظافة الكف واحترام المؤسسات والايمان بالانسان.
لكن عروبة سليم الحص <الصامتة>، من قبل، سرعان ما عبرت عن نفسها في كتاباته وفي خطبه وفي مواقفه بعدما تحرر من اعباء السلطة، وصار حرا في التعبير عن آرائه التي ضيقت عليها، احيانا، اعتبارات الموقف الرسمي، خصوصا في ظل الالتباسات السياسية التي كانت تحيط بالمواقف العربية الرسمية وانعكاساتها على لبنان.
ثم ان منح هذه الجائزة لسليم الحص <اللبناني> في هذه اللحظة بالذات يأتي تحية وتقديرا لعروبة هذا الوطن الصغير، وهو قد دفع ثمنها غالياً من دمه… وسليم الحص قد دفع من دمائه أيضا ما يؤكد ايمانه بعروبته وهو متصل اتصالاً عضويا بوطنيته بحيث لا انفكاك بينهما ولا انفصال.
مبروك للجائزة، بمانحيها وبمستحقها ولمن اختار هذا التوقيت.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان