يمر بك الناس، يتطلعون اليك بحذر، فاذا كنت مقنعاً اطمأنوا نسبياً، اما إذا كنت مكشوف الوجه فانهم يزجرونك ويمضون متعجلين وهم يلعنون ساعة هذا اللقاء… كأنما صار القناع “هوية” فضلاً عن كونه وسيلة حماية من الآخرين، وحماية الآخرين منك!
لا أمان مع الكورونا.. كأنها لص مدجج بسلاح صامت: تضرب حيث شاءت ومتى شاءت ومن شاءت، وترمي الناس في المستشفيات اذا ما وجدوا اسرة فارغة (او مفرغة لرحيل شاغليها..)
انه وباء مختلف عما ألفناه.. فهو يقتل من يصيبه إذا لم يحمل نفسه إلى أقرب مستشفى يتوفر فيه سرير فارغ.
البس كمامتك وامشِ ولا يهم أن يعرفك الناس ام لا، المهم الا تأخذ منهم (او تعطيهم؟) جرثومة الوباء التي يجتهد بل يتبارى العلماء في اكتشاف أصولها ومدى خطورة إصاباتها وأسباب الوقاية منها.
كورونا مثل اهل السياسة في لبنان: وباء يؤذي المحيط.. الا القيادات المحصنة بكمامات التنكر والنفاق، والتي تستطيع – هي- أن تفتك بالأوبئة جميعاً ليبقى الشعب “رعية” لها، تهدده في رزقه كما في صحته.. حتى يستسلم فيسلم!
البس قناعك، وتجاهل اصحابك وعارفيك، سلامتك أهم منهم جميعاً. ففي مثل هذه الحالات اعتمد قاعدة: يا رب، نفسي.. فاذا سلمت سلموا، وإذا ضربهم الوباء استعنت بقناعك فأنكرتهم ومضيت إلى غايتك سليما معافى!
يا رب نفسي.. هو شعار المرحلة، يا حماك الله!