الهزيمة ليست قدرًا، لا بدّ من اقتحام التاريخ ودخوله والانتظام في دورته من جديد، وهذا لن يكون غدًا أو بعد غد، وقد يتطلّب عمرًا ثانيًا أو أجيالًا عديدة لكن لا طريق غيره، ولقد آن لنا أن نستوعب بعض دروسه: فالهزيمة العسكريّة فيه كانت العنوان، لكنّها بذاتها كانت النتيجة لا السبب. فبقدر ما كنّا نفرض أن عسكرنا هو الأقوى والأعظم في الشرق الأوسط، بقدر ما كانت الفجيعة في البنية الاقتصاية، الاجتماعيّة الثقافيّة وبالتالي السياسيّة التي كان يستند إليها ذاك الجيش.