أفاقت بلدة شمسطار،قبيل الفجر، على فاجعة عائلية أودت بحياة واحد من خيرة أبنائها هو الكاتب بالعدل عباس الحاج دياب، ومعه اثنان من أبنائه، في حين أُصيبت زوجته وابنتاه بجروح ورضوض، وما زلن في المستشفى قيد العلاج، وبعضهن تحت العناية المركّزة.
هو »حادث سير«، في ظاهره، لكنه انتهى بكارثة ذهب ضحيتها خمسة قتلى، إذ قضى سائق السيارة الثانية زياد حمية ومعه إبنه علي، في الحادث الذي نجم في ما يبدو عن فقدان سيطرته على سيارته فجنحت وصدمت سيارة عائلة الحاج دياب على الطرف الآخر للطريق العريض.
والحقيقة أن شمسطار ومنطقتها قد خسرت »ضميراً«، فالمرحوم عباس الحاج دياب كان من موقعه، ككاتب بالعدل، مثالاً للنزاهة والحرص على حقوق الناس، والتدقيق في كل وثيقة وكل صك وكل »حجة« في بيئة لم تكن تعرف القراءة والكتابة، وكانت تعتمد على »الأمانة« و»الصدق في التعامل« و»كلمة الشرف«… وبالتالي فمشكلاتها شديدة التعقيد، في الإرث والبيع والرهن إلخ.
كذلك كان المرحوم عباس الحاج دياب، خريج دار المعلمين، الذي أكمل بعد التخرّج دراسة الحقوق، ثم فاز بمباراة للكتّاب بالعدل، خلوقا، ودمثا، وخدوما بحيث أحبه كل الناس، بمن فيهم أولئك الذين كان يقنعهم بعدم ترك الأمور للزمن ويلزمهم بتسجيل ما تعهدوا به شفاهة من الملكيات وحقوق الغير.
ولقد شيّعت شمسطار أمس، في موكب مهيب فقيدها العزيز ونجليه علي (12 سنة) ومحمد (9 سنوات)، تقدمه الوزير أسعد دياب وشاركت فيه البلدة جميعا، وبلدات المنطقة التي كانت تقدر فيه دماثته وأمانته وطيبته وحبه للناس.
كذلك شيّعت طاريا فقيدها زياد حمية وابنه الذي قضى معه في الحادث المفجع.
بحث
Subscribe to Updates
Get the latest creative news from FooBar about art, design and business.
المقالات ذات الصلة
© 2024 جميع الحقوق محفوظة – طلال سلمان