عندما وقف الرئيس ترامب ينوّه بأنه لولا دعم الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية لما بقي النظام أسبوعاً واحداً، فإنه كان يشير الى التبعية، تبعية النظام للولايات المتحدة.
تجتمع في منطقتنا العربية جيوش الأرض: جيوش الدول الكبرى والإقليمية. كأن في الأمر حرباً عالمية. كأن هذه الحرب متركزة في منطقتنا من دون بقاع العالم الأخرى.
مع تسيّد النيوليبرالية، وصعود الرأسمال المالي على حساب القيمة الموضوعية للأشياء، وعلى حساب الصناعة والزراعة والخدمات، أي على حساب قوة العمل والفائض الاقتصادي، برز نوع جديد من “الاستبداد الديمقراطي”.
تتطلّب الفاشية أن يصير المجتمع رزمة واحدة. تُلغى التناقضات الاجتماعية والسياسية. تصير الفروقات الاقتصادية أمراً ثانوياً، والمطالب الاجتماعية أمراً مستنكراً لأنها تهدد وحدة الجماعة.
منذ سقط الاتحاد السوفياتي سقطت الليبرالية. صعدت الليبرالية الجديدة، النيوليبرالية، تحت مسمى العولمة. الليبرالية وريثة القرن التاسع عشر حيث السيطرة للرأسمال الصناعي والتجاري والتعامل بالسلع المادية، سواء كانت مواد صناعية أو زراعية أو مواد أولية.
“بنكان” (مصرفان) يعملان على تدمير أغلى ما عند الإنسان؛ “البنك” المصرفي يدمر الكرامة، و”بنك” المعلومات يدمر العقل ويفكك المعنى. ربما قيل إن هذا الموقف يعبّر عن رجعية ضد التقدم التقني.
يقوم النظام العالمي الحالي على سلطة رأس المال المالي. لم يعد هو الرأسمال السلعي القائم على إنتاج السلع واقتطاع الربح من بيعها كما في القرن التاسع عشر ومعظم القرن العشرين.