شهد العالم، في مثل هذه الايام من العام 1975، اعظم هزيمة للجيوش الاميركية على أيدي الابطال من رجال فيتنام، الذين انتصروا مرتين: اولاً في توحيد بلادهم المقسمة… وكان جنوبها تحت الاحتلال الاميركي، ثم في طرد القوات الاميركية منها جميعاً وتوحيد فيتنام واعلانها دولة مستقلة وحرة بقيادة بطلها الوطني العظيم هو شي منه وبطل الحرب المغوار الذي عز نظيره الجنرال فو نغوين جياب وقد تم ذلك بعد أن الذي قاتل الجيوش الاميركية حتى هزيمتها واجبارها على الانسحاب ذليلة منهارة، وولدت دولة فيتنام الموحدة التي حيتها “السفير” من بيروت بمانشيت مميزة على امتداد ثمانية اعمدة: “فيتنام حرة”.
إن محرري الشعوب وقادة معاركهم المظفرة لإنهاء ليل الاحتلال والاستعمار هم ابطال الانسان في كل ارض..
ومن حق كل الشعوب حفظ اسمي هو شي منه والجنرال جياب في الوجدان باعتبارهما من ابطال تحرير شعب فيتنام، بل من ابطال قضية التحرر والتحرير في التاريخ الانساني جميعاً.
في هذه الذكرى تحية لهذين البطلين التاريخيين.
أما نحن فقد عاش جيلنا سلسلة طويلة من المآسي والنكبات القومية، أخطرها قطعاُ نكبة الهزيمة (المجانية) في فلسطين بسبب من الغفلة والكثير من التواطؤ والاعتماد على الاجنبي الذي مكن لإقامة الكيان الصهيوني على الارض المقدسة في العالم 1948.
ثم كانت هزيمة 5 حزيران 1967.. لكن مصر عادت بعد اسابيع قليلة فباشرت حرب استنزاف ضد قوات العدو الاسرائيلي في مدن القناة وصحراء سيناء… قبل أن توافق على وقف للنار، بالرعاية الاميركية، لفترة تهدئة تمكنها من الاعداد للحرب واجلاء العدو. ولقد رحل عبد الناصر قبل أن يقدر له أن يقود معركة التحرير، واختير بعده نائبه انور السادات رئيساً، فغير وجهة مصر كلية، وطرد الخبراء السوفيات (ايار 1972)، بالتواطؤ مع الاميركيين. لكنه مضى إلى الحرب بعد التفاهم مع الرئيس السوري آنذاك حافظ الاسد، وقد اختيرت ساعة الصفر عند الثانية بعد الظهر من يوم العاشر من رمضان الموافق 10 تشرين الاول (اكتوبر) 1973.. وبعد أن اجتازت القوات المصرية قناة السويس ببطولة استثنائية، اوقف السادات الحرب بالتواطؤ مع الاميركيين، ما مكن الإسرائيليين أن يدفعوا بمعظم قواتهم إلى الجبهة السورية حيث واجههم الجيش السوري ومعه بعض المقاتلين العرب ببسالة منقطعة النظير. وكانت النتيجة احتلال الجولان، ثم تدخلت الدول لوقف النار.
بالمقابل شهد جيلنا انتصارات عظيمة بينها الحاق الهزيمة بالعدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا (الدولتان الاستعماريتان) مع العدو الاسرائيلي في خريف 1956، وقيام دولة الوحدة بين مصر عبد الناصر وسوريا شكري القوتلي في 22 شباط 1985، والتي تنازل فيها شكري القوتلي لعبد الناصر ليكون اول رئيس لدولة الوحدة في العصر الحديث.. ومع أن دولة الوحدة قد انهارت بعد ثلاث سنوات ونصف من قيامها (ايلول 1961) فقد أكدت امكان اقامتها… بعد ذلك اندفعت مصر عبد الناصر إلى نصرة الثورة التي قامت في اليمن (ايلول 1962) بقياد العقيد عبد السلال، وكانت قد نصرت ثورة الجزائر التي احتفلت باستقلالها وقيام دولتها الحرة برئاسة جزائري (احمد بن بله) لأول مرة بعد مائة وخمسين سنة من الاستعمار الاستيطاني الفرنسي، في 20 ايلول من السنة ذاتها.
…والكفاح الدوار!
جمال البرغوثي من بير زيت
يونيو 21, 2017في طريقي كسائح في أدغال فيتنام على ضفاف الميكونج… وبعد زيارة بيت دليلة السياحة والسلام على والديها العجوزين اللذين كانا من محاربي الفيتكونغ… وخلال عودتي للقارب عثرت على “فشكة” فارغة على حافة الطريق المؤدية للنهر أودعتها جيبي كتذكار. وفي المطار أثناء عبوري تحت ماكينة الأشعة ظهرت الفشكة في جيبي فأخرجتها وطلب مني الموظف بكل أدب واعتذار شديدين تسليمها كونها “تراث قومي!”…. كان المرحوم “يستلف”من متحف القاهرة ما ندر من آثار ويهديها “للأخ العزيز هنري”
وفي تجوالي في دكاكين “السوق الحرّة” عثرت على آخر ما كتب جنرال جياب من مذكرات. يقول فيما يقول أن مكنمارا الذي كان وزير الدفاع الأمريكي خلال معظم سني الحرب “ألأمريكية” سأله أثناء زيارته له في هانوي عام 1995كيف تمكنت دولة فقيرة ليس فقط الصمود أمام الدولة العظمى بأساطيلها وقاذفاتها وسمومها بل هزيمتها – رغم تبجح الجنرال ويستمورلاند بأنها كانت “فقط” هزيمة نفسية – وكان رد جياب أن السبب كان واضحا لكل جندي وكل فلاح وكل ربة بيت وكل معلم ولا يختلف عما كان يدعو اليه “هو شي منه” وكل من حوله: نريد “فيتنام موحّدة حرة مستقلة!”
سبحان من أعطاه جوامع الكلم وأعطانا السلطة الفلسطينية وظباط أوسلو!
Ali bendib
يونيو 21, 2017أين الحق يا طلال سلمان وأنتم في جريدة السفير ، أصبحتم لا تعرفون ما تكتبون ، لقد أعماكم الحقد على المسلمين ، ولجأتم إلى مدح سيدكم الخائن رمز الغدر والطعن بالعروبة ، حافظ اللا أسد ….. الجولان سقطت بسبب خيانة حافظ اللا أسد وشلته اللصوص ، كما بسبب هؤلاء البعثيين السوريين خسر العرب القدس وسيناء والضفة فضلاً عن القدس. وأما الوحدة بين مصر وسوريا يا طلال سلمان فلم تكن في عام ١٩٨٥ ، ولهذا دع الناس من شرك وتخاريفك وأكاذيبك.