لن يعرف اهل العراق بلادهم ارض الرافدين، امبراطورية هارون الرشيد والأمين والمأمون، حاضرة العالم.
ولن يعرف اهل سوريا بلادهم، عاصمة الخلافة الاموية، بعد تحريرها من “داعش” وسائر العصابات والتنظيمات المقاتلة والتي تجمع تحت راياتها الباناً وكازاخستانيين وهنوداً وبلوشاً وعربا عاربة وعرباً مستعربة وسفاحين وقطاع طرق وقتلة حضارات الاقدمين وشباب الغد.
لا بغداد هي بغداد التي كانت، ولا الموصل اكثر من مقبرة لـ”داعش” و”خليفته” ابو بكر البغدادي.. ولا الرمادي هي الرمادي، ولا كركوك مدينة عراقية، بل هي جزء من الدولة الكردية العتيدة، ولا البصرة هي مدينة ملتقى النهرين وملاذ الشعراء والحوريات، ولا شجرة آدم في مكانها تشهد على الزواج الحلال بين دجله والفرات والنهر الثالث من الشعر والطرب والفن الرفيع هندسة وعمرانا وملتقى حضارات.
ولا دمشق هي عاصمة الكون ذات يوم، الشاهد الاعرق على العلم والهندسة والفن والتجارة وعلوم البحار والفضاء، موئل الموسيقى، جامعة الاديان في مسجدها الاموي الذي حفظ رأس القديس يوحنا ومعبده، مركز الحضارة الانسانية لدهر من الزمن..
ذهبت الموصل، بمئذنتها الحدباء، والنهر الذي يصير اثنين ثم يتوحد، وتاريخ الصراع عليها بين الامبراطوريات، ومحيطها الذي يصلح متحفاً حقيقياً للوجود الانساني، بالشعوب المختلفة، والاديان المتباينة، والمذاهب والمعتقدات التي لا مثيل لها في الكون وتشهد لها بأنها منطلق الحضارة الانسانية..
وذهبت حلب الشهباء بزخرفها البهي وصناعاتها المتقدمة وطربها الشجي وقلعة سيف الدولة الذي هزم الروم، وخلده المتنبي وسجن ابن عمه عاشق اخته ابو فراس الحمداني..
لقد اجتمع على بلاد الشام وأرض الفرات جنكيزخان وهولاكو والروم والصليبيين والترك والفرنسيين والأمريكان، ومعهم العدو الإسرائيلي..
…وكان الشعب في غياب موحش، لأنه اكبر من أن يختصر بواحد احد فرد صمد.. الا في صلاته!
عبد الله أبو راشد
يوليو 4, 2017مع كل الحب والتقدير لك أستاذنا الفاضل… لقد وضعت يدك على جرحنا النازف والحقيقة المؤلمة التي نعانيها والتي تختصر وطناً وتاريخاً وحضارة في شخصانية فرد…وأعيد اقتباسها بلسان حالك وحالنا جميعا: “…وكان الشعب في غياب موحش، لأنه اكبر من أن يختصر بواحد احد فرد صمد.. الا في صلاته!”
Ali bendib
يوليو 4, 2017أنا لا أفهم بأي لغة تكتب يا طلال سلمان … ؟؟؟. فبعدما كانت أخطاؤك سياسية ودينية وتاريخية ، أصبحنا اليوم نراك تكتب لغةً لا يفهمها أحد.
ماذا يعني ( وخلده المتنبي وسجن ابن عمه عاشق اخته ابو فراس الحمداني..) … ؟؟؟.
وأما كلامك ، قد اجتمع على بلاد الشام وأرض الفرات جنكيزخان وهولاكو والروم والصليبيين والترك والفرنسيين والأمريكان، ومعهم العدو الإسرائيلي..
فلماذا كتبت بعض الكلمات التي هي محل فاعل مرفوع ، منصوبة مثل كلمة الفرنسيين ، التي من واجب قواعد اللغة أن تكون مرفوعة بالواو والنون ، الفرنسيون ، في الوقت الذي رفعت فيه كلمة الأمريكان … ؟؟؟. لا أفهم هذا التناقض اللغوي.
جمال البرغوثي من بير زيت
يوليو 4, 2017لم يحضرني بعد قراءة المقال إلا ما قيل في رثاء ما سبق ….. وكأن التاريخ لف ودار علينا…. “مشان الله روح شوف لك وطن آخر دمره كنا تريد..”:
أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له — حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك — كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ — يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ
فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة — ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ
ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها — ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ
دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له — هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ — حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ — ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما — عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ
تـبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من أسفٍ — كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
عـلى ديـار مـن الإسلام خالية — قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ — حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ — إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ — أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها — ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً — كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ — كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ — لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ
أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ — فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم — قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟
لمـاذا الـتقاُطع في الإسلام بينكمُ — وأنـتمْ يـا عـبادَ الله إخـوانُ ؟
ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ — أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ — أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم — والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ — عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ — لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما — كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت — كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً — والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ — إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
غسان
يوليو 4, 2017لليمن في قلبك/نا مكان?
كلود النخل
يوليو 4, 2017موجعة كلماتكم …. تؤلم أكثر من جرح الحرب النازف…. ما عادت المدن تشبه أهلها…. وغاب حلم ساكنيها وقد ابتلعتهم دياجير الجهل وأسوار الوقت الهارب تحاصرهم….
معمر
يوليو 4, 2017نسيت الفرس والروس يا استاذ طلال