يحرق العرب مستقبلهم بأموالهم.
من اليمن إلى المغرب تتبدى امامك صورة الواقع العربي قاتمة وأخطر ما فيها انها تهدد بالتهام المستقبل العربي واحراقه امام عيوننا..
إن عنوان لبنان مثلاً، هو الفساد المحصن بالطائفية..
وعنوان سوريا هو فشل النظام العسكري المموه بشعارات حزب البعث العربي الاشتراكي في حماية دولتها مما يهدد وحدتها الوطنية..
وعنوان العراق هو سقوط حزب البعث بضربة الحاكم الفرد الذي الغى الاحزاب واضعف البلاد الغنية ودمر جيشها بالمغامرات العسكرية الانتحارية ضد ايران ـ الثورة، مرة، ثم ضد الكويت، مرة أخرى، ثم ضد سوريا في سوريا وضد سوريا في لبنان، وضد مصر دائماً الخ..
أما الخليج الذي كان عربياً فقد غدا مقراً لكل الجيوش الغريبة، اميركية وبريطانية وفرنسية واسترالية الخ.. وما ضاقت عنه ارضه اتخذ من العراق قواعد بذريعة مكافحة الارهاب، الذي وجد في “القاعدة” عنواناً سرعان ما يصير “داعش” الذي تواطأ الجميع على تمكينه من احتلال العراق وبعض سوريا.
على أن الاخطر هو الفساد المستشري في طول هذا الوطن العربي وعرضه، من اقصى المحيط إلى ادنى الخليج: الفساد الداخلي الذي التهم العسكر والمجتمع ومكن للفقر فجعله قدراً، كما في مصر.. والفساد المسلح، كما في ليبيا، والضياع عن طريق الغد، كما في مختلف البلاد العربية..
أما الجزائر، ومعها المغرب، فهي مقبرة الصمت والهرب من الواقع والخوف من مشاريع التقسيم التي يخطط لها الاجنبي عن طريق الوقيعة بين العرب والبربر..
في ظل هذا الواقع المهين والمدمر من لديه فائض من الوقت والاهتمام لينظر في شأن فلسطين ومستقبل شعبها الذي يستنزفه الاحتلال وفشل السلطة والتخلي العربي، وتُسلب منه بقية ارضه بالمستوطنات التي هي اشبه بالقلاع المحصنة..
لكأنما قدر الفلسطينين أن يسقطوا في ارضهم شهداء، او أن يرحلوا عنها بقوة الحراب الاسرائيلية والتخلي العربي وانحراف القيادة من الثورة إلى سياسة المساومة التي تكشف ضعف اصحاب القضية تجاه السلطة وتخليهم عن حقوقها المقدسة في ارضهم.
لكأنما كان لا بد أن يسقط الشهداء على ارضهم المقدسة ليفسحوا مكانا للمتواطئين والمتخاذلين على حساب حقهم في بلادهم..
لكأنما كان لا بد من محو التاريخ حتى يتمكن العدو من تزوير الحاضر والمستقبل وطمس التاريخ..
كأنما كان لا بد أن يختفي صاحب الارض، باني البيت وحافظه، زارع البرتقال والموز والرمان وراعي الزيتون ليحفظ به تاريخه…
لكن التاريخ ليس شاهد زور، وليس عابر سبيل..
والدماء المقدسة التي غسلت الارض وطهرتها على امتداد قرن الا قليلاً لن تذهب هدراً بل هي اذ تؤكد حق الاهل في ارضهم التي كانت دائماً ارضهم فإنما تؤكد أن المحتلين “عابرون في كلام عابر”، وان فلسطين ستظل دائماً فلسطين.
عابرون في كلام عابر..

عبد الله أبو راشد
يونيو 25, 2017جميل ما كتبت أستاذنا الفاضل.. الذي تعلمنا في مدرسته حرية الكلمة والقول المباح في تنوير الرأي والرأي الآخر… وإحترام الحقوق..هم كما ذكرت في عنوان افتتاحيتك بالفعل غُزاة صهاينة عابرون ليس إلا..وتبقى فلسطين وشعبها الفدائي المقاتل شوكة في حلوق الرأسمال الربوي الأمريكي والصهيوني والعربي المتصهين… وأن مسيرة الدماء المُستدامة ستصل في نهاية المطاف لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في عودته المأمولة… رغم أنف الغزاة والطغاة ومن جميع الجنسيات الدائرين في مدارات الإدارة الأمريكية المتصهينة.. والنصر قادم لا محال .رغم سواد الواقع العربي, لأن ثمة أطفال فلسطينيين يولودون في المهاجر وقلوبهم وعقولهم معلقة بفلسطين.. وإن اختلف ألسنتهم وأماكن استيعابهم كلاجئين. فهم أكثر تعلقا وقدرة على صناعة ذلك اليوم المنشود. رغم طفح كيل النفط العربي المرابي .. ولا يصح في نهاية المطاف القول: أن فلسطين كانت وماتزال هي بشعبها الفدائي هي فلسطين…